وسن العيون آن لهُ أن يتذكر حلمهُ الذي ضل طريق العودة، ذلك التائهُ في الدروب، المشاكس لبؤبؤ العين، شهريار الأحلامِ ضليلٌ، بلا رفيقةِ عمرهِ الذكرى شهرزاد، ترتب الكلمات لشفاهٍ لا ترتوي إلا وهي تقطع صحراء الليل الطويل بحكاية، ليسمع عن بعدٍ بداية كل الحكايات، بلغني أيها الحلم الضليل، إن التيه بحرٌ، موجات صوتهِ المبحوح من الشوق، تلملم عن أهداب الليل وَسَنَهُ ويصحو الدجى على إيقاعِ حُبهِ والحنين، ذلك الذي يحتضن الأماكن يحميها إلا من أجهزة الرؤيا الليلية، تلك التي يستخدمها الغزاة خوفاً من الزوال، لن تطول معهم الأيام، ما دام الضليل حلماً، يستعيدُ تفاصيل عودتهِ إلى العيون، ويسمعُ حكايات التيه، بطلها هو الشارد بالأحلام، أهلا بعودته في رحاب الذكرى وهو يسمع من جديد بلغني أيها الحلم المسافر بالأحلام، إن الحرية سجن مأهول بأمنيات السفر إلى المريخ ونفي الشعراء، كما نفوهم أول مرة، من جمهوريةٍ ظلت نائمة إلى الآن في الكتب وعلى السطور، الحريةُ عندهم أن يعبروا المحيط إلى الشرق كما عبروه من السجون إلى الغرب، وصادروا من العيون أحلامها، يريدون أن يمحوا آثار الأنبياء، هم في قلقٌ لا يهجعون هذا ما قالته الذكرى أيها المحمول في العيون، إياكَ وانتظار الأمل، اهرع إليه، حقق ما تريده، ستبصرهُ في هذا الشرق شمساً، تحرق أجساد الغرباء، لن يمكثوا تحتها إلا مقدار وهمٍ يتبخر، أنا مع الحلم الصادق الأمين، هذا ما تردده الذكرى دائماٌ، حين تدلهم الغيوم، وتتفرق على صدى كلمات حكايتها، أفيضُ مع النهرين غضباً، ويستوي على القلب السلام،
ذ. نصيف علي وهيب / العراق
