في الهزيع الصّامت من اللّيل يتصارع والنّور، تتنزّل المخاوف على القلوب الواجفة، تمسك الرّهبة بتلاييب الأمان، تنتفض العقول المبعثرة في متاهات السّؤال ظنّا ويقينا.. ويرحل شدو الحياة بعيدا يتسرّب من بين أنامل الفعل حيّره أن يرى أقنعة صروح الزّيف تتهاوى!!
هذا وجهك المبين يا أيّتها النّفوس الآبقة عن ملكوت الصّدق، الملتحفة أردية الرقّ لصنم الأنانيّة، السّائرة في الدّروب المحفوفة مَيْنا وخداعا!!
هذه ظلالك الحارقة دان لهيبها يا شموس الأوهام دانت لها رقاب الحقيقة المتمنّعة!!
هذه أناي، ألقي عليّ رداء البصيرة وأهَبُنِي نور الرّؤيا حتّى أخلع عنّي ما استقرّ في الفؤاد والنّهى من ظنون..
وهذه الحياة تسّاءل كم سيلبث فيها النّقاء وهي اللّهفة الظّامئة للحبّ لا ترويها غير عيون الصّفاء موردا.. وبحثا عن مستقرّ لها تظلّ الرّوح منّي في فلك الأمل سابحة..
ذة. هندة السميراني / تونس
