من بقايا الآلهة / بقلم: ذة. سعيدة محمد صالح / تونس


لوحة للفنان سيميون فيدوروفيتش فيدوروف (روسي، 1867–1910)
“منظر نهري في ضوء المساء”

عندما تفتّحَت روحُها كزهرةٍ في معابدِ السر،
كان الليلُ يسكبُ أسرارهُ في كفِّها،
وكانت يدٌ خفيّةٌ تعزفُ همسَ الريحِ بين أضلاعِها،
كأنها نبوءةُ حبٍّ نُسجت قبل البدءِ بلحظة.
كانت فينوسَ حين انتظرتْه،
ترسمُ ملامحَه على صفحةِ الماء،
تُغوي القمرَ لينحني فوقَ نافذتها،
وتهمسُ له:
احملْ إليَّ وجههُ في الحلمِ القادم.
وكانت إيكاروس…..
تحلّقُ نحوهُ بجناحينِ من شغف،
تخترقُ المسافةَ المستحيلة،
وتحترقُ كلّما همسَ باسمِها.
يا من يتجذَّرُ في الزمنِ كأولِ أسطورة،
أيُّ ريحٍ حملتَ قلبكَ بعيدًا؟
أيُّ أقدارٍ رسمتْها نقشًا على بابِ انتظارِك؟
إنانا تفتحُ بابَ الظلام،
تخرجُ من سبعةِ أسرار،
تنفضُ عن كتفيها عباءةَ الموت،
وتسألُها:
أما زلتِ تنتظرين…؟
فتقولُ لها:
نعم…
ما زلتُ أنتظرُ
أن يولدَ الحبُّ كالمطرِ الأول….
أن تعودَ الآلهةُ سُكارى،
وأن تعبرَني كوميضِ برقٍ
في الأسطورةِ الأخيرة.

ذة. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *