ولادة قصائدي طبيعية.. / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


قصائدي لن تقابل أحدا حتى تنجب،
هي الآن في أشهرها الأولى تفكر في طرق
حماية هذا الجنين، لن تنشغل بالحجارة التي
تسقط بالقرب من الغابة التي ترعرعت وسطها،
لن تتأثر بالإشاعات التي تبعثها نساء عانين من العقم
والإجهاض المتكرر، لن تبكي لكونها لا تتوفر على تغطية صحية أو ضمانات مالية تساعدها على الدخول لمصحات الولادة والعناية الصحية..
الآن لن تنفع قروض التقاعد، ولا الوقوف في طوابير
إحصاء الفقراء والمعوزين، حتى وقاحة الفقر لم تعد قادرة
على التفكير في طريقة لإحداث الشغب والذهاب وسط جماعات الجماهير التي لا تفكر في تغيير الطرق المؤدية
إلى الملاعب..
الآن يبقى التفكير في معنى الحياة مجرد تسلية تليق برجل أعزب أو امرأة لم تفكر مرة واحدة في معنى الإنجاب،
على الأقل قصائدي في أشهرها الأولى من الحمل..
قد يغضب هذا الأمر بعض الأصدقاء، قد تحرضهم زوجاتهم على معاقبتي ومنعي من حضور سهرات نهاية الأسبوع…
المهم الآن هو التفكير في اللحظات القادمة، قد تكون متعبة بعض الشيء، قد تساهم في غلاء أسعار الصداقة والحياة، قد تجعل التفكير في ملاقاة شاعر أو فنان أمرا مستحيلا،
قد تجعل التفكير في مضاجعة فراشة أمرا ممكنا،
قد تجعل أسعار الكلمات تعرف ارتفاعا مهولا،
كل هذا خطير ومحزن
لهذا لن تقابل قصائدي أحدا حتى تنجب..
اتفق مع البعض حين أتأكد أن فرصي قد تخذلني أو تضيع مني أو تظهر أسباب تمنعني من السفر للبحث عن وسائل
مساعدة على الولادة الطبيعية،
قد أنشغل بأسباب أخرى
تمكنني من العيش إلى جانب قصائدي الحبلى،
لا أفكر في مكانة ما
ولا في مساعدة ما، ولا في جهة ما
تتحرك كي تجعل ولادة قصائدي طبيعية..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *