مفاتيح عرضتني للإهانة.. / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


أنا أيضا أكره الأسماء
وقبل أي سهرة أضع أربطة للحجارة التي تتعقبني،
أفكر في طريقة خاصة تساعدني على تذكر
مفاتيحي حتى لا أعرض نفسي للإهانة..
أنفقت راتبي على أشياء تافهة،
لم أكن أدرك أن السندويتش
الذي رميته في تلك الليلة اللعينة قد يكون مفيدًا،
لم أستوعب معنى النصيحة التي قدمها لي
صديقي البربري إلا في الوقت الذي
لم أستطع المسك بقبلة أهدتها لي فراشة..
أنا أيضا أتلقى أوامر من دفتري الصحي
ومن صاحب الدكان المجاور لوسادتي التي
تعبت في البحث لها عن صديق..
أنا أيضا أسقط كل مرة تمر بجانبي عبارات قديمة
أو رجال يدعون أنهم متمكنون من علم العروض..
أنا أيضا أرفض أن أكون مجرد رقم
وسط خانة المتهافتين لاقتناء الكتب
والمواعيد وقراءة الشعر أمام جمهور،
لكن حينما أنام أتذكر دائما حكاية الأمهات
وهن يتحايلن للبحث عن طريقة
يقنعن بها الصغار كي يناموا..
لم أتصل بعد
استبدلت أرقامي بثقوب وسط حجارة،
قبل أيام كنت أفكر بطريقة مختلفة
مثل رجل ينتمي لغابة لم يقتحمها بشر،
الآن صارت أموري بشكل مختلف
لدرجة أني لم أعد أفكر في الرقص
أو في مطبخي الذي بدأ يستعد
ليبلغ السلطات عن كسلي وغيابي..
سوف أستعطف عمال مناجم سبق أن جرفتهم مياه
التعب آملين في البحث معي عن أرقام جديدة
تساعدني على خياطة ابتسامة بديلة..
أعرف أنهم يجيدون الإنصات للتعب،
أعرف أن صبرهم يجلس في نفس المكان
الذي تسكنه أكبر جنازة،
أعرف أن حصتهم من الحياة ناقصة
وأن لا أحد يعلم
كيف سيضعون أنوفهم وسط الهواء..
لا أعتقد أنهم يفكرون في تقديم استقالة
أو الاستعانة بصحفي لم يتمكن من إسعاد نفسه
أنا أيضا أكره الصحافة لأنها حتى الآن
لم تتوفق في العثور على صيغة واضحة
تمكنني من العثور على مفاتيح ضيعتها …

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *