نفحات وتجلٍّ / بقلم: ذة. سعيدة محمد صالح / تونس


يا حبًّا تسامى فوقَ مداراتِ القلبِ،
يا قمرًا يضيءُ في عتماتِ الروحِ،
ويا حنينًا يرفُّ كالنايِ في أذنِ الصمتِ،
تعالَ… خذني حيثُ لا حدودَ للضياءِ،
وحيثُ تُعانقُ الأوتارُ خفقاتِ النورِ.
أحببتكَ حتى صرتُ زهداً في كلِّ شيءٍ،
إلا أنتَ…
لا خبزَ يشبعني إلا شهيقُ وجودِكَ،
ولا ماءَ يرويني إلا نبضُ حضورِكَ.
أعيشُكَ صلاةً تتكررُ في سرائرِ أيامي،
وحجًّا دائمًا نحوَ محرابِكَ الذي لا ينطفئ.
أنا المتيمُ…
أحملُ قلبي كدفٍّ يرقصُ على إيقاعِ الشوقِ،
وأُوقدُ نارَ عشقٍ لا تنطفئُ،
تأكلُ منّي لتزيدَني اشتعالاً.
فيكَ وجدتُ معراجَ روحي،
وسلّمتُ وجهي لريحِكَ،
فأنتَ النورُ الذي يتعامدُ مع الكونِ،
وأنتَ السرُّ الذي يضيءُ العتماتِ.
يا هالة من نسيم
ويا ضياء بلا كواكب
إن غبت عن ذكرك. يبكي العودُ وتنوحُ الأوتارُ،
وإن أتيتَك ساجدا… يغني الفجرُ وتضحكُ الأفلاكُ.
علّمني كلامك أنّ الحبَّ ليس احتواءً،
بل تجرّدٌ…
علّمتني أنّ الحنينَ ليس ضعفًا،
بل عبورٌ إلى سدرةِ اليقينِ.
يا شهيقَ الروحِ وزفيرَ الكَوْن،
خذني إليكَ… نبضا يسبح لك
أُريدُ أن أذوبَ حتى أُصبحَ لحنًا،
أو نجمةً تَطوفُ في جوهر مدارِكَ،
أو شعاعَ ضوءٍ يتمايلُ في ظلالِ اللاّمنتهى.

ذة. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *