في هدوء الليل… / بقلم: ذه. سعيدة محمد صالح / تونس


في هدوء الليل حين تسكن الرياح،
تزهر الذكريات كغيمة رمادية.
تتسلل إلى القلب، خافتة الخطى،
تحمل أصداء حكايات منسية.
بين رماد الصور وظلال الأمس،
تنبض في الأعماق مواقد الشوق.
تشعل الحنين بنارٍ خجولة،
فتضيء دروبًا كانت مجهولة.
هناك، في زاوية القلب الساكنة،
يتراقص الضوء على جدران الصمت.
يحكي عن مشاهد وصور البومات
سرابية، غفت طويلا
وجدّلت ضفائر رمادية
وأحلامٍ نسجتها أنامل الوقت.
وأخفتها بين مسامات الورق المنقوش
بحروف عربيّة.
الهدوء لا يعني النسيان،
بل احتضان الفوضى بسلام.
فالرماد يحوي شرارة الحياة،
ومواقد الشوق لا تخبو تمامًا.
نحيا بين الأمس والغد،
نستظل بشجرة الذكرى الوارفة.
نغفو على وسائد الحنين،
ونصحو على شروق الأمل.
وحده يبقى رغم وخز اليومي
معزوفة عشق الحياة الأبديّة.

ذه. سعيدة محمد صالح / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *