أما آن لنا أن نمضي بعيداً عن البحر؟ نتخطّى حدودَ الليل، الى عالمٍ جميلٍ؟ فقلوبنا هناك تنتظرنا، وتحلم بعودتنا من الماضي، متى أجد فرصةً للراحة من هذا العناء؟ وقد أمضيت هذه السنوات الطويلة منفياً، إلى متى هذا النفي؟……. سأعودُ متخطّياً على جلدِ المسافاتِ، أخطُّ حروفي، وأصوغُ من بقايا السنين قصيدةً، أُرتّلها تحت ظلّ شجرةٍ، واُسمعُ العصافيرَ لحنَ اشتهاءاتي، وأُطعمها نبضَ الفؤادِ، لتُحدِّثَكِ عن سرّ اغترابي، فلقد كانَ الدعاءُ نزفاً تَشظَّى، خلفَ الحيطانِ المُبتلّةِ بالذكرياتِ، لنستفقْ من هذا الحزنِ الطويلِ، قبل أن ينتهي كلُّ شيءٍ غرقاً، بينَ أمواجِهِ الصامتةِ…….