لو لم يكن حجراً.. ألقمتهُ حجرا
لكنّ طبعاً تعافى فيك ما اندثرا
يُلقي إليك من الآمالِ أوثقَها
لكي يراوغَ سرّاً يقتفي الأثرا
قد يرفعنَّ قليلَ الشأنِ منتفخاً
إذا توسّد قوماً طالَ أو قَصُرا
وكم يغالي إذا ما موجةٌ هدرت
وشاعَ عنه كيانٌ أرعبَ الجُزُرا
وما تبرّمَ إلّا عن هشاشتِهِ
ونابَ عنه طفيليٌّ بما استترا
مظاهراً كالمرايا خلفَ وجهتِه
ليعكسَ الظلَّ سبّاقا لما انكسرا
فالقرب أرسى فضاءاتٍ لسيرتِه
وما تبدّلَ مهما غيّرَ السِيرا
كأنّ قولَك في تحجيمه سُنَنٌ
بادت مذاهبُهُ تستحضرُ الهَذَرا
كما توعّدَ إن أحصى مودّتَهُ
أن يستبيحَ فماً للآن ما انتصرا
هو البراعةُ في تفنيدِ ما ارتسمت
على محياه من أغوارهِ صورا
لم أنس يوماً لئيماً غيرَ مكترثٍ
سامَ المروءةَ عسفا أوجعَ النظرا
ولن يملَّ عن الإسفاف حاقَ بهِ
ذاك الشعورُ فأمسى حانقا أشِرا
مثبّطاً للنوايا غيرَ ملتفتٍ
وقد تخطّى حدودَ اللهِ والنُذُرا
هو الشقيُّ تراءى منذ خائنةٍ
وكادَ يثنيك عمّا شاقَ واعتذرا
ولم يبالِ إذا فاحت نذالتُهُ
فالبعد أولى يقيك الشرَّ والضَرَرا
فلتسعِفنّ هوىً من بات محتميا
من السَفالة أرخى السيلَ فانحَسَرا
ولتكتبنَّ تواريخاً لفاجعةٍ
كما أراها تعدّت دونك العِبَرا
فالحرُّ يخدعُ في استنزاف طيبتِه
ولم يكن غيرَ أوّابٍ لمن مَكَرا.
ذ. وليد حسين / العراق