قالت…. لا تلاطفني
عندما أغلق باب زنزانتي وأختلي بحظي
أقف أمام النافذة أنظر من سجني إلى الأفق
أطوي مسافات الزمن المر
وتمتد أمامي التجاعيد التي خلفتها في داخلي سياط الماضي
فيتراجع كل شيء ويمزقني الأسى
وأشعر بالألم لأنك يا صديقي لا تريد أن تفهمني
ولا تعلم أنك برفقك هذا تجلدني
وتخنقني حرمة الصداقة لأنها آخر نفس
تستمد منه ذاتي شيئا من الحياة
فلا أرد عليك….
رغم هذا
لا تحاول يا صديقي
لن ترحمك صرختي إذا تحررت يوما
لأنها ستمزق صدري وتفجر فيك هذا الهدوء
وتنشر ضمائر الجحود الميتة التي تدعي الحياة
موحشة يقيدها حرماني
ويسوقها ألمي إلى وهن الندم….
سأراك يا صديقي مجرد قناع
يختفي خلفه وجه
لا شك أنه يشبه كثيرا بشاعة الوجه
الذي يحمل ألف وجه ووجه
ذلك الذي قيد بسمتي
وسيج مشاعري
ونصبني أيقونة في متحفه الواهي
لا حق لي في الحراك
أنا الآن يا صديقي امرأة من صدإ وحديد
لا أومن بسنة المواسم والفصول
ولا أؤمن أن الأيام تتزين من حين إلى حين بعيد…
أراك يا صديقي ترسم من السواد أحيانا
وبالبياض منمنمات بدم امرأة استنزفت كل ما تملك من أجلك
ولا تزال تطلب منها المزيد
وحش يراعك لم يرتو بعد
فقل لي بربك كم هن عشيقاتك اللواتي أسقطتهن دندنتك في شطحات هواك
ومن منهن استوفت الطقوس حقها
وقامت سليمة من حضرة الغرور بالبخور….
خلقت مثلك في ظلمات ثلاث وليس لي الحق أن أخرج إلا لثلاث….
من باطن أمي إلى الدنيا.
من سجن أبي إلى زوج المعاناة.
ومن زنزانة زوجي الى الفناء.
هذه عندكم يا صديقي ليست وضعا
إنما هي سنة من سنن الحياة…
عندما أسمع رجلا يلاطف أنثاه
يشق علي الثعلب المسكين الذي انسلخ منه و جرده مما خلق له
وشد به ساقه وزين به لسانه
وضاع من الثعلب خطابه وخطاه….