النفائسُ الأندرُ وجوداً
في عوالمي
هيَ التي لامسَتْ شغافَكِ
هذّبتْ ما بكِ من توحّشٍ
وحشرَتْني بينَ نايٍ وقصبٍ
لا الطينُ يغمرني فينتفي الظلّ
ولا الماءُ يرفعني فأعانقُ الشمسَ
وأنتِ عالقةٌ في الزوايا الضيّقةِ
قابعةٌ بأفياءِ الحَجَرِ
تتضوَّرينَ شوقاً
حتماً ستجازفُ اللطافةُ
وتقترفُ الحماقاتِ
حريٌّ بكِ أنْ تشذّبي أزهارَكِ
انتصاراً لفورةِ الأريج
ولكن إصرارَ الهَذَيانِ
علىٰ الصمتِ
فسادٌ للشعاعِ
تخريبٌ للضوءِ
فَوَجبَ تصويبُ الاتّجاهاتِ
أنا وأنتِ شهقتانِ في رئةٍ
يطاردهما السعالُ
يلصقهما بمصباحٍ
يتدلّىٰ كالمشنقةِ
ويعيدُ الكَرّةَ
حتّىٰ نتنفّس من رئةِ البحورِ تموّجاتِ الصرير
ثمّةَ نهارٌ يجرجرُ أذيالَهُ
وليلٌ قَدْ عسعسَ
إذْ هَوّمَ في الأفقِ ضوءُ القمرِ
هاتفاً يتصارخ
هَلّا تستفيقين
تعساً لحلمٍ يشكّلهُ الضبابُ
وهنا صوتيَ المخنوق
يبحثُ عن قرينٍ
يخفتُ فينتحبُ الرجيعُ
وقلبي يلظُّ
يخفقُ مثل أصداءِ الهديلِ
يقفزُ كقبطانٍ تائهٍ
هزائمهُ المُرّةُ
ألقتهُ في دربٍ مسنّنٍ
يعزّزُ النظرَ
في فصلِ السماءِ عن الأرض.