أنا أُنشودَةٌ بِكْرٌ
وصوتيَ المتهدجُ لنْ تقوىٰ عليهِ
أذنكِ المرهفة
إزاءَ نشغةِ الوهلةِ الأولىٰ
لنْ يبقىٰ طيّ الكتمانِ
كلّ ما تسرّبَ مِنْ حقيبتي المنسيّةِ
أتسوّرُ فوقَ أسوارِ الخرّاصينَ
بصمْتٍ مفضوحٍ
وأداوي غرابينَ كذبهم
ببياضٍ لا يزايلُ سوادهم
قَدْ تنتفي الحاجة للمرور
بينَ المسالكِ الوعرة
لكن لا غنىٰ عن ولوجِ المهالكِ
بتوقيتِ ذروة
كم عهداً قطعْتُ لكِ
علىٰ ناصيةِ الوفاء
والآن تلتمسين لي الأعذارَ
علىٰ مذبحِ الإقدام
عجباً لصرخةٍ لمْ تتجاوز التراقي
لكنّها تصعقُ آذان السماءِ
وتتدلّىٰ كخيوطِ شمسٍ
تلامسُ أرضاً سديماً
لا تعرفُ معنىٰ الضياء
الإجاباتُ العائمةُ لاذِعٌ طعمها
تذكِّرني بما تخلّفهُ النارُ
وتحشرني ببرزخٍ بينَ نارينِ
لا نهاية لتمازجِ ألوانِ الطيفِ
وأنا قابعٌ برمادي
أنتظرُ منكِ جواباً
يعيدُ ليَ الحقَّ في الخيال
وهذا ما جعلنا نقفُ
علىٰ طَرَفَي نقيضٍ
بدءاً من ومضتكِ الأولىٰ
حتّىٰ آخر الشرار
ربّما أكونُ قدْ اصطدتُ عصفورَينِ بحجرٍ
وهذا أكثر غرابةً
من فعلِ الشمسِ
وهي تتخلّىٰ عن النهار
قَدْ يبدو الأمرُ
أكثر جنوناً مما سبق
لا ضيرَ معَ وجود الحاجةِ
لدرءِ أشواكٍ ساقطةٍ
علىٰ خدودِ الورود
بعدَ هذا ستنعمينَ بالسكونِ
بعيداً عن هذهِ الدوّامةِ
وأعودُ لظلِّي بعدَ لأيٍ
فأنا أُنشودةٌ حَيْرىٰ.