والرّوح تسبّح.. بآلاء البوح / بقلم: ذة. هندة السميراني / تونس


أصغيت إليّ، أحاور طفلة تركض معها وفي أحداقها الأحلام والكلمات فسمعتني أهمس بحروف تفرّ من سجن الرّؤى الموؤودة!! ألملم ما تبعثر من شتات الأغنيات، أسابق دمعة خجلى تسّاقط من عين يشرق في سوادها صبح تسربل بالمدى.. وتسبقني العبرات، أغرق في يمّها، أدنيني إليها فيّ وألتحم بالصّوت يعانق صوتها، أعزفني أنشودة تتهجّى أنفاس عشق لا يبوح، يمشي الهوينا ويرتمي في حضن صمت حارق يهوى انسكاب المعنى في الشّفاه، يرنو إلى ارتعاشات صدر خافق، ولا يبكي على طلل المجاز تغويه الحقيقة الهاربة…!
مازلت أسمعني، مازلت أراني أطلّ على تلك الرّوح تسبّح بآلاء البوح، أختبئ بين الضّلع والضّلع وأتدفّأ بحرارة الحلم، أسير على لظى احتراقي ولا يملّ خطوي رحيلا في دروب نابتة فيها أحساك الوجع!! مازلت ألمحني والطّيف العابر يسكنني، سؤالا سرمديّا يجوب أودية العاشقين بحثا عن يقين ضنين!! مازلت طفلة تقترف الحياة وتيمّم قلبها والنّهى شطر أمل لا يبلى وإن عبث اللّيل بالنّهار وأطال المقام، وإن زحف الخوف يحاصر أعشاش اليمام، وإن قرعت طبول الرّعب ودقّت نواقيس الزّوال…!

ذة. هندة السميراني / تونس



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *