لقاء / بقلم: ذ. مدحت ثروت / مصر


أتى الخريف فسقطت
وريقات عمري الجافة والغصون

ونبتت على غصن أخضر
فاتنة قلبي ساحرة العيون

نسائم الخريف تسري
في الروض وتملأه شجون

ومياه في جداولها تجري
تروي ظمئي من نبعها الحنون

والحنان من جوفها يطغى
على قسوة العمر وسطو الجنون

عيناها كالنجوم تحوي
لآلئ بريقهما ليس كالعيون

على شفتيها نبت الكرز
ولون الورد بأحمر كالأتون

خداها أخذت منه فاكهة الصبح
مزيج من ألف لون ولون

غارت الأشجار من قدها
وهامت بصوتها بلابل الكون

إذا ما همست تمايلت الشمس والقمر
وإذا ابتسمت فكل آلامي تهون

زغاريد الكون بالعشق صاحت
وتعال البوح في حرم السكون

حبيبتي ليست كالنساء
بل ملك من جنات المجون

بين ذراعيها الحب آت
وفي بعدها موتي الملعون

سأقطف من العمر لحظة
أختلي بها وأختلس العيون

أطير مع جدائلها نغني
على أنغام الوجد وإيقاع الشجون

وروائح الجنة بالكون تنشر
أنغام السعادة وعشقي المكنون

أواعدها بأني لست أهوى
بالعمر إلا حبيبتي من بها مفتون

من أشرقت قبل شفق
بالسماء وقبل فجري المأمون

فكوني يا حبيبتي حبيبتي
ليس لك غير قلبي وبعشقك مسكون.

ذ. مدحت تروث / مصر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *