هُدنة / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


مشغولة جدا
بجمع حصى البحر
والإنصات إلى وشوشات المحار.
مشغولة
بمراقبة سديم السماء
ومحادثة مع سنا القمر
وبِعدِّ النجوم
وبتلات الزهور والتويجات.
وكنت مشغولة
بإحصاء سنابل القمح والحبات
وكل الأشجار
التي تودع ساعات الحر
وهي تستمع إلى حفيف أوراقها المتساقطة على رصيف الخريف.
كنت أساعدها على فرز الصفراء الفاقع لونها
من أخضرها العالق على أغصانها.
أستسلم لرغبة دعسها
أستمتع بأنات صوتها
تحت وقع الخُطا المتسارع
كأنني ألعب في الوقت الضائع
وأعلن العصيان على مواكب الغياب
أترك قدمي للريح
تأخذني إلى ردهة الهدوء الأرحب
أعقد مع أيامي هدنة:
بِألاَّ أهتم..
إذا باغتتني سحابة صيف بقطرات المطر
وأن أتجاهل ما يفعله الخريف
في الكون.. فكله خوارزميات رائعة التناقض.
وألاَّ أزجع
إذا تساقطت مني بعض المشاعر
وألا أرفض الفقدان..
خيار التخلي معادلة صعبة
ولكنه قد يعيد إلى فصول العمر
أزهارا متبرعمة على أصابع الأيام
منتشية بألوان الحياة.
فالوقوع خارج الحب،
هواية لا يتقنها
إلا من تمرَّس على طقوس الوفاء.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *