امرأة وليست دمية.. / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


اشربي كما تشائين، واسهري كما يحلو لك، فالشراب متنوع، والليل طويل يحب السهار والمحبين.. اشربي، فليست عندي عقدة أصالة البادية أو حداثة المدينة..
اشربي فأنا رجل يحب المدينة والحانات، والأسواق القديمة المفتوحة والمليئة بالصراخ والغبار ورائحة الشواء والشاي..
يسعدني كثيرا أن أراك سعيدة وأنت تتجولين دونما حاجة لحراس برواتب إضافية وفوضى زائدة..
تبهجني طريقة جلوسك في المقاهي، تدخنين بطريقة تختلف عن الذكور، تشربين الشاي بطريقة تختلف عن النساء العاديات، أما تصفحك للجرائد فكان سدا أمام المتحرشين والفضوليين، وأمام أشخاص كُثر تركوا زوجاتهم يحضرن الوجبات ويجمعن تعب الأيام دون ان يتلقين وجبة شكر وتقدير..
نعم أعرف هذا الصنف من الرجال لا يبتلعهم المطبخ والحياة العادية وصراخ الأطفال وانتظار مرور مستخلصي فاتورة الماء والكهرباء…
نعم ليست عندي عقدة رجل الإبداع أو المثقف الذي يرفض حلاقة المرأة لشعرها، ليس عندي عقدة الرجل الذي يرفض أن تضحي المرأة في بيت أهلها أو تضحي بمكان خارج عن الفضاءات التقليدية..
سأستعد هذه الليلة للقيام بأدوار الطبخ والاهتمام بنظافة البيت والسهر على راحة الأبناء، أعرف أن الكثيرين سيرفضون هذا وسينعتونني بأوصاف كثيرة وسيغضبون من سلوك رجل يحب الحياة ويحب النساء ويحب أشياء كثيرة تليق بالمرأة… لكني سأكتب عشرات المقالات والكثير من الشعر عسى أن يفهموا أن الحياة تحب التغيير وتحب
ابتسامة الرجل وهو يقبل المرأة أمام العالم أما الذين يتحينون الفرصة لتقبيل زوجاتهم في الظلام فأتمنى أن لا يقرأوا كتاباتي..
أعرف أنك قادرة على صنع تفاصيل أيامك بسهولة وكما تشائين دونما حاجة لسائق حافلة أو مروض حيوانات يسترزق لكسب قوت يومه، أو سياسي يقوم بحركات كثيرة
بحجة الدفاع عن المرأة، أو…
أعرف أنك قادرة على صنع تفاصيل حياتك من مواد بسيطة لا يدركها شرطي المرور أو بائع تذاكر الحافلات أو مدير سوق الخضار بالجملة …
أعرف، لكن لك الحق أن تشربي كما تشائين، أن تشاركي في انتخابات قتل الرجل أو بيع ميراث الرجل دون إشراك عدالة المثقفين وأنصاف الحكماء..
لك الحق في أشياء كثيرة، ولك الحق في حياة أفضل وأجمل سيدتي…

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *