من أين تأتي اللغات كلها
والأرضُ تحثَ كفِّي
وبينَ أناملي
تدورُ ولا تدورْ
ها أنا..
عُروةٌ وُثقى
روحٌ تسرحُ مع الرياحِ وتروحْ
نبضها
في كل البقاع
في كل الأصقاع
إكسير حياة يفوحْ
والقصيدة في دمي
تتمردُّ.. تثورْ
لا تهدأ أبدا..
لا ترتاح..
هو ذا أنا…
دمٌ نازفٌ
من حضارةٍ
مُتخنةٍ بالجراحْ
يغمرني ضجيجُ أهلها
فلا أسمعُ
غير البكاءِ
عن ماضٍ مضى
والمسيحُ يصيحْ
لماذا على الصليب
صَفَّدْتُمْ أجسادكمْ
وأفنيتمْ أرواحكمْ
فيا ليتكمْ غيرَ مكبلين
بهياكل تلك الأشباحْ
التي لم تَعْدُ تُثِيرُ
سوى البكاءِ والنواحْ
أَلَمْ تروا أن الهلال
يُنشدُ دوماً التحولَ
نحو الاكتمالْ
ثم النُّكوصَ والأفولْ؟!
ألم تسمعوا السموألَ
يصرخُ ويصيحْ
إني بريءٌ
من سخفِ هذا الوفاءْ
فما عاد يُجدي كل هذا الإذعان
لما في السماء من هباءْ
وهيَ عاقرٌ
لا تُنجبُ الشعراءَ
ولا الأنبياءْ
ولا حتّى قطرةَ ماءْ
في أحداق الأشقياءْ.