عمى الألوان / بقلم: ذة. خنساء ماجدي / المغرب


هل كانوا وحدهم
يعبرون الغابة،
أم أن مسيرتهم تجر
أربع وسبعين عاما
من الأمل في الحرية؟
كم تركوا وراءها من أشياء
تحبو في فناء الدار؟
بين أهازيج النساء
وهي تُطرِّز ثوب الهوية
وبين خيط وحيط
معانٍ تسابق الريح
وكلمات تتبرعم بأسرار البقاء.
هب أن لي مفتاح الغاب
كما لهم مفاتيح الديار؟
لكي أرافقهم
هب أن القمر انشق
ليُنير لهم الطريق؟
في الفيافي
حيث الأرجل الصغيرة
حافية.. حائرة تنتعل الصمود
فلا وقت لِلَّعب بالدمى
ولا بِكُرةٍ تركلها إلى مرمى
في الحديقة المجاورة لبيت الجيران.
لا بيت
لا حدائق
ولا أبواب تطرق
هي لُعبة الكبار!
تهوي على رؤوس الأطفال
وتضرب رقاب الأحرار.
أشباه البشر
يسكن قلوبهم الظلام
يقتلهم الرعب
من صلاة القمر
لُعبتهم سيارات إسعاف
تُقْصف من فوق الدمار
دماء تحمل دماءً
جرحى تغيث جرحى
لقد تغيَّر المكان والزمان
ولا أمان!!
مرضانا
جرحانا
قتلانا
ثكلانا
واليتامى هم المرمى.
القمر هنا تنهبه الأيادي
سقط في قصعة الوهن،
فتكالبت عليه أفواه الذئاب.
ليتني أملك مفتاح الغاب
لكي أرافقهم إلى بياض الوطن المفقود!
لكنني أصابني عمى الألوان،
ولم أعد أبصر
إلا الأحمر والأخضر.

ذة. خنساء ماجدي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *