بالقربِ منِّي شيءٌ ما يتكتكُ
كأنّه أفعى تتلوّى في وهادي
تثيرُ شهوةَ فضولي
ماكرةٌ تلكَ المسافاتُ
تجعلكَ تخرجُ من أسنانكَ
تَدَعُ أصابعَكَ تثرثرُ
بذاكرةٍ عشوائيّةٍ ممتلِئَة
تجلّياتُها تلهمُ القلبَ
بعيداً عن كُلّ هذا التلصّصِ
ثمَّةَ عيونٌ تترصدُ الخفاء
ثمَّةَ أفواهٌ تلدغُ
ووجوهٌ تشبهُ شاشاتِ الإعلانات
وأنا أكرهُ عقرب فمهِ،
ثعلبَ عينيهِ
وحرباءَ خديّهِ
لا يفتأ يلاحقُني كظلّي
في دروبٍ ضيّقة
مهما غذذتُ السيرَ
ينسلّ أمامي
أو يتقهقرُ خلفي
برودُهُ لاذعٌ وجمرُهُ زمهرير!!
يا لسوراتِ القلقِ
حينَ تكونُ طارئةً
ثقيلةَ الوطأةِ
لا تتبدّدُ إلاّ بمغادرَةِ الأرضِ المحروقةِ
الوردُ يذبلُ أو يزهرُ
تَبَعاً للمتغيّرات
ثمَّةَ أطيافٌ تستشرفُ البقاءَ
في مفاوزَ متروكة
وصارخٌ يتوجسُ الارتياب
لذا سأدَعُ المعلولَ يلهثُ
فقدْ أصابهُ داءُ الكلب
ولأنّ الغلّ مثواهُ قصيرٌ كالشرر.