لست ماهرا في تلميع الأحذية
لكني أستطيع تحضير إبريق شاي بصدق،
أستطيع تحضير وجبة بيض وطماطم
بنفس الطريقة التي ألِفها الفقراء وطلاب الجامعات..
لست ماهرا في قراءة الحظ وحسن الطالع،
لكنني أستطيع التمتع بلعبة الورق،
أستطيع أن أتذكر أصابع والدي
وهو يدخن بشراهة
وهو يصب كأس الشاي لخالي قائلا:
تمتع يا صاحبي بالحياة واللعنة على الفقر..
لست ماهرا في لعب دور الأخ الأكبر
الذي يلبس جلبابا أبيض يوم العيد
لكني أستطيع استقبال الوباء بمفردي
دونما حاجة لمساعدين أو أقرباء..
أستطيع استقبال ابتسامة زوجتي وهي
تلوح لي من باب الغرفة دونما خوف أو تردد،
أما أصدقائي فلم يشطبوا على عضويتي
رغم غيابي المتكرر،
أما أحبتي فأراهم أمامي وأنا احاول
التخلص من أثر التخدير ورائحة غرفة العمليات..
كنت ومازلت ماهرا في صنع صناديق المحبة،
أضعها بجانب أطعمتي المفضلة،
أختار لها توابل تعلمت اللعب وسط أحياء شعبية،
أخيّرها بين النوم وسط غرفي أو وسط قلوب الأحبة،
أنصحها بأن ترقص دائما منتعلة كعبا عاليا حتى
تبعث المتعة للمحبين والعشاق والمغتربين….
كنت ومازلت
أمتطي قطارات قصائدي القبيحة
حتى أبتعد عن هذيان
أسمعه يردد: إنك إنسان غير جميل…
ذ. المصطفى المحبوب / المغرب
