أنشودة لخنساء الشرق.. جزء 1 / بقلم: ذ. محمد لغريسي / المغرب


غزة
في وريدي تذرف
قتامة لا ترى..
تنتحب.. خلف بحر معتقل
تحزنها الشرفات
تنتظر صبحا مقدسيا
قد يأتي!
تناجي “مسيحا” يترقب وعدا.
*******
غزة:
كبدي على المراجل تختلج..
زلزال يهدر،
لا ينقطع.
*******
غزة..
وهي تلهج بما تضيق به لوعتي
تكشف عن حريرها
المتقد..
عساها..
تتلمس وجه الله..
*******
غزة:
مستشفى أحرقها “القرامطة”
من ألف
إلى شين
فخاء..
أجساد..
مقذوفة في العراء
جثث..
مزقها الضباب..
مدارس..
يقتلها الشقاء!
*******
غزة:
عطش يلوذ بين طمي وماء
غم يسكن عظمي..
كقارب
تلوكه الرطوبة..
غزة.. كربلاء الأولى
حدج شتى..
شجن كعنقود.. يجلدني!
*******
غزة:
رجال.. فسباع
أطفال. فجبال شامخة.
غزة..
يحفها بطش “المغول” كما تفعل..
خمر الخابية
بنزوة
سكير..
*******
غزة..
تذوق من المسغبة ما كفى..
تتقدم نحو نعشها
لا تبالي بكفن..
لا تعبأ بتعب..
تمتشق موجها الغريب..
لتخضر الروابي..
لتنفجر الكمنجات
وتنهمر الأشجار.
*******
غزة.. لا تلوذ ببحر
لا تحتمي بجدار
لا تميل إلى دار
لا تستعصم بدعاء مطرز
بتوابل التنوين
والترخيم.
*******
غزة: تحزم أمرها
تتقلد حسامها وحسمها..
تتفرد بالشهادة..
وإن عسر الطلب..
تخترق الغياهب..
وإن بخل الرفيق
وقسا الطريق!

ذ. محمد لغريسي / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *