قالت السحابة:
أنت الخطأ
وحظي
وطقس المواجع الذي تجلى
يتوسد العمر!
قالت:
أنت قلبي الحافي
حتى لو أخفيت
أشواقك الممطرة
خلف حواجب
غامضة..
*
قالت:
أعلم تمام العلم
أن الكمد يغرس زعيقه
بين الريق
والريق..
أدرك بكل تأكيد
أنك تهت وسط الجلبة
والصدى اليابس..
مجازا..
تحطمت
مجازا..
تهشمت
تصريحا،
خسرت مقبض الراية.
*
قالت:
مات المغني..
كان حيا
كاستدارة الأقواس.
محبة عليا
كنافورة الجامع،
كان.
بابا مفتوحا على مضض
كان..
إنه لا يبرح سقفك
وسماءك
إنه الأقرب الى أنفاسك
وصوتك..
انه الرهق المضمخ بنكهة
لا تبهت..
ولا تبرأ.
*
قالت السحابة:
إنه لا يلتفت
إلا إليك،
إنه تحت شعيرات التراب
يتأملك،
إنه يلفك ككماشة
بعطره
الرفيع..
إنك تذوب شوقا
من أجل
طربوشه المراكشي،
بشكل مهيب!
*
قالت:
مات الأمير البديع
يا لون
رمل،
فاسترح يا خيل الله..
كي تبكي.
اشرب من آية الكرسي
حتى ترتوي
اصعد حبقا
إلى فطام الجنوب،
اصعد إلى ضباب كثيف
كي تراه
وترى
كي تنصت
لموسيقى
الكمنجات
البطيئة..
*
قالت السحابة:
غرفتك..
أيها الغريق
لا مستقر لها..
على هذه الرقعة.
مات المعنى يا “عنترة”،
لا كناية تحتضن لغتك..
لا شمس باردة
أو دافئة
ستشرق..
*
قالت:
انتحرت شقائق النعمان
عند
مفترق
الطرق
غادرك رفيقك الأول
بغثة..
ودع البحر- السيد
نصفك
الجرح تفتق
والخد جرف هار..
والنفس
ما عادت تسعف نفسها.
*
قالت السحابة
أنت مثلي..
ملامحه التي أكلها الغبار
لن تطرق نافذتك
ظلاله الواقفة
عند كل مدارة:
مدينة مسحوقة..
بقايا سعف قديم،
ووحدة..
*
قالت:
ضمني لحد الذوبان
إليك..
لنسكن معا
في أقصى
المنعرجات..
ثم..
أجهش يا صديقي
بالأسرار..
*
قالت:
أنا في حاجة للتبثل
على ذراعيك،
كي أتناول سمائي معك،
سأعصر صوتي
الخلاسي
في قصتك
ودفترك.
سأخدش وجهك
بخريف،
الريح..
كأنما رداؤك
الصيف..
كأنما دارك
وملجأ..
*
قالت السحابة:
يقينا.
ستسهر على أتعس رصيف
مثل كومة ملح.
رفقتك
سنرحل يوما معا،
تأكيدا،
جلبابك اللوزي خلف ضباب
انمحى
وترجل
فلتضحك القيامة ملء شدقيها
ولتذرف العين دخانها الثقيل
على مهل.