رجلٌ يتسلّل من نافذةٍ مغلقةٍ
في عتمة ماضيهْ
بملامح تمساحٍ مترهّل
يهمس في أذن الحائط:
(فذكّر إن نفعت الذكرى…)
يحمل بين يديهِ
ما يخفي في عينيهِ عن الأنظار:
تأبّط شرّا والأعشى قيس
أعباء الحاضر
تاريخ صباه المقرون بصورةِ أبويه
بالأسود والأبيض
ثم يعود من حيث أتى
مكسور الخاطر
يبحث عبثا عن موطئ قدميه
فوق رمال ساخنة
تتراكض فيها سنوات العمر هاربة من مجهولين
(الماضي والمستقبل)
تجرف في رمشة عينٍ
كومة أحلامٍ
وثلاثة أرباع أمانيه
معظمها مشاريع غرامٍ من طرفٍ واحد
كالعادة!
لم يجنِ منها غير كلماتٍ مبهمةٍ
لم تخطر حتى في بالِ السيّد سيبويه
تُرسل عبر سُعاةٍ بخلاء
ومع ذلك…
كانت في يومٍ ما
نبعاً صافٍ من عسلِ الوجدان
ما انفكّتْ شفتاهُ
بين الفينة والأخرى تشتاقُ اليه…