تغيّرتَ كثيرًا يا أنا
وأنتَ تصنعُ
من بقايا العطش
وهشاشةِ اللغة
قصيدةً متفحّمة.
صرتَ غريبًا
مفعمًا بالنخوة
تقاومُ مقتضيات الشهوة،
طافحًا بالغرور
تلهو بالمعاني الهاربة
من مهمل
شارد الذهول.
ما خطبكَ
سيء الحظ هكذا
تهمسُ في الفراغ
خجلًا منذورًا
برحمة الفجر،
تستدرجُ الحكاية
لسرد الوجع.
غريبٌ أمرك
مدبوغ باللوعة
وأنتَ
تكنس ضميرك الموحش
من نقع الأسى
ورداءة الاستقصاء.
تخطئ عنوانَ قبرك
تتناولك طفولة الأشياء
رغبةً مفرطة،
عمرًا طائشا
في عرس الأبدية.
كثيرًا ما يخذلك
طينك الغريب
وأنت تُذوّب صلاحَك الشهيد
في كوب حزنٍ داكن.
وحدَك من يفهم
شكل الانتكاسة،
ينتصر لصواب
الاحتمال المذعور.
وحدك من يرمي الضائقات
وراءه
ويمضي معنى مستعرًا
إلى آخر اللاممكن.
صرت تشبهني كثيرا
صدفةً غامضة
رهبةً عاصفة
ومديحًا عتيقا
في أذن
حلم مستعار.