هزي الغصن (خاطرة) / بقلم: ذ. مختار سعيدي / الجزائر


حرري
وارتدي من إرادة الرب
نفحات تتحدى
ورتلي
للفجر على تقاسيم الثغر
أبجديات الرضى
كتسابيح الورود نغما
واغسلي بقطر الندى
وجه الصباح
توردي خجلا على إيقاع نبض السفور
وارمي السواد بعيدا
واضربي برجلك الأرض
يرد الأمل الصدى طربا
ويهتز جمال الوجود
وتستيقظ المفاتن من غفوتها
ويستعيد الجسد الحياة
تضحك شقائق النعمان
ويبتسم الجلنار
بخشوع الناسكين حياء
فهزي إليك بجدع الغصن
سيمطر المساء حنينا
تحرك القوافي على إيقاعه أذيالها
وتتنكر أمواج البحور
ولا تعترف بالسكون
بين حروف النار كلمات الرماد خامدة
تحتها انصهار الشوق ينتظر
أن تعريه الرياح.. رياح الاشتياق
ينظر إلى عمرك الجميل يغور..
يفنى..
بين أنامل الوهن
وقيود قبر من رميم
هو النعش يراودك
وفي وريديك أقراط اليأس
كأجراس كنائس الرهبنة
رأيتك فيها يوما
تستميلك بغوايتها
لتغني في حضنها لحن الأفول
لا تتركي اليأس يرتوي من نبضك
لا تخفيه بفاجعة العتاب
وخيوط الشمس الحانية على القبور
والأسى من اليأس يرسمك عارية
في صقيع عينيك يستتر
ضمير يغتاله الدمع
ويتجرع الشوق شهقتك
ويحتفظ بسكرات الموت
ارفعي راحتك
ارفعي بصرك
ارفعي رأسك يسقط الصبر
وتبتسم الحياة
وعانقي بسمة الشمس
ولا تتدثري للنهايات
وجحود الزمن
وابتسمي بقوة أمل
تبتسم لك به الحياة
ولا تشتري بجمال العمر
رميم أيام خلت
ورماد الماضي
وما وهن من الذكريات

ذ. مختار سعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *