المـــرياع / بقلم: ذ. عبد الناصر عليوي العبيدي / سوريا


وكــيــفَ يــحرَّرُ الأقــنانُ جــيلاً
إذا خــلــقــوا عــبــيداَ بــالــولادةْ

وســيِّــدُهمْ لـــهُ حـــقٌ عــلــيهمْ
كــمـا ربُّ الــسماءِ لــه الــعبادةْ

إذا مـــا مـــاتَ يَــخْــلِفُهُ بَــنُــوهُ
كــأمْــتِــعَةٍ وأبْــنِــيَــةٍ مُــــشــادةْ

وهــمْ كــالعيرِ لــيسَ لــها قــرارٌ
تــمـصُّ دِمَــاءَها بَــطَرًا قُــرَادَةْ

وســـاروا كــالقطيعِ وراءَ كــبشٍ
خَــصِــيٍّ كــالــنِّعاجِ بـــلا إرادةْ

هو المرياعُ خلفَ الجَحْشِ يَمْشي
أمــامَ الــجمعِ بــاتَ لــهُ الــرّيادةْ

لـــهُ جـــرسٌ يُــجَلْجِلُ بــانتظامٍ
لــكي يــمضوا عــلى نهجِ القيادةْ

إذا مـــا شـــذَّ فَـــرْدٌ ذاتَ يــومٍ
تــلاحــقُهُ الــكلابُ بــلا هــوادةْ

لــيرجع طــائعاً مــن غــير كَرْهٍ
فــفــي الإقــناعِ تــمتلكُ الإجــادةْ

فــمن أوبــارهمْ صــنعوا فــراشاً
ومــن ريــشِ الــنّعامِ لــهُ وسادةْ

ومــن حــرمانهمْ يَــبْني قصوراً
عــلى أوجــاعهمْ يُــبدي جَــلادةْ

وإنْ بــذلــوا لـــهُ مــالاً ونــفساً
يُــؤَنِّــبْهُمْ ويــرغــبُ بــالــزّيادةْ

إذا مــا شــاءَ خــاضَ بهمْ حروباً
نــتــائجُها الــكــوارثُ والإِبــادةْ

لــيسبحَ فــوقَ بــحرٍ مــن دمــاءٍ
ويــصنعَ مــن جــماجمِهمْ قِــلادةْ

هـــو الــسَّبَّاقُ يَــشْرِيهمْ بــبخْسٍ
فــفي الــتَّسْوِيقِ حاز على شهادةْ

وهـــمْ بــالعُـرْفِ لا هَـمٌّ لــديهمْ
ســوى تَفْخِيمُ أصــحابِ السعادةْ

بــعصرِ الــقبحِ باتَ الزَّيفُ نهجاً
وبــالــتّلْفِيقِ تُــصْــطَنَعُ الإشــادةْ

فــيا أهــلَ الــمودة، فانــصَحوهمْ
لــعلَّ تُــفِيدُ فــي النّصحِ الإعادةْ

فــمــا حصلَ الــتّقدمُ فــي مــكانٍ
وفــيه الــناسُ أهــونُ من جرادةْ

إذا لـــمْ يــصبح الإنــسانُ حــراً
فـــلا وطــنٌ يَــعِزُّ ولا ســيادةْ.

ذ. عبد الناصر عليوي العبيدي / سوريا



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *