لا أدعي أنني شاعر / بقلم: ذ. أحمد المنصوري / المغرب


لا أدَّعي أَنَّني شاعرٌ
ولا اُرِيدُ أَنْ أدَّعيهِ
بيْدَ أَنَّ الشِّعْرَ
مِنْ خلايا جسَدي يَنْبعُ
في كُريّاتِ دمي يُشاغِبُ
في شرياني يُسافِرُ
يجتاحني..
يُؤسِّسُ أحلامي
وَيَسْتَكْنِهُ روحي
يَتَشَبّثُ بها ولا يمضي
يظَلُّ خافقاً في قلبي
فَيَنْبَجِسُ فجراً
مُبهراً مَنْ رُوحي…..
سُرَّ مَنْ رَأَى
هذا الْجَمَالَ المُرْعِبَ
الفاتنَ المُثمِلَ
الَّذِي ينْسابُ نُورًا
مِنْ أناملي
فما أنا
ابنُ جَلا
ولا ذاكَ الطّلاعُ للثّنايا
ولا الحجاجُ الأهوجُ
أو واسيني الأعرجُ
ولا حتى الحلاجُ
إنّما أنا…
أنا الماءُ الأجاجُ
كلّما نهلتَ من رحيقِ حروفي
ستزدادُ عطشاً واشتياقاً وشبقا
أنا شاعرٌ
ولا أريدُ إلاَّ..
إلاَّ أنْ أكونهُ
فما شعري
إلّا مرآة لهذا الكونِ المُترامي/ الضيِّق
وما كلماتي إلا ضوءٌ لهذه العتمةِ
الجاثِمةِ على القلوبِ
قبل العقولْ
فيا أيُّها الحرفُ المسكونُ
بلغة الجنونْ
امسحِ الغشاوةَ عن كلِّ العيونْ
لترى ذاكَ السِّرَّ المكنونْ
الذي يَحفرُ أعماقي..
وينقشُ في السّماءِ اسمي
وفي الماءِ يسري دمي
طوفاناً أحمرَ
يجتاجُ كُلَّ الفصولْ
ويُخَلْخِلُ مُسلّماتِ كُلَّ العقول.

ذ. أحمد المنصوري / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *