شحيحة هي الذّاكرة، تأبى أن تبوح لي بما حفظته عن ظهر حنين، أراود أيّاما خوال لتكشف عن خبايا طفولة علقت في سويداء قلب تلوك نبضاته خطوب الزّمن المرير وتستعصي عليّ! تغلق دوني أبواب بهجة لا تظفر بها حروف نطقت بها شفاه الحلم، لأسير في درب المواجع، تخزني أحساك الجوى وتجلد آمالي سياط الخيبة تشتدّ وتشتدّ! تهطل من جسدي المعنّى دموع جمدت في عينيّ! وأراني أسير على غير هدى في شعاب الظّنون، يدمي الفؤاد مرّ الكلام ومرّ الحياة تكشّر عن أنيابها!! ألتفت إليّ ولا أراني، أبحث عنّي فيّ ولا أجدني، أسائل عيونهم عن مأواي فيهم ويضيع السّؤال لتتّقد حيرتي!! تتزاحم على شفتيّ صفحات من كتاب الدّهر تذكّرني بأنّنا المهزومون حينما نركب الوهم ونخال أنفسنا قد سبقنا أحلامنا الزّائفة وأدركنا سدرة المنى! بأنّنا المنفيّون في سجون التّيه والاغتراب! بأنّنا المنكسرون رغم ما أعليناه من بناء للقيم وللهمم!! بأنّنا السّائرون بخطى موؤود سعيها إلى مدائن الرّؤى حيث لا تكون قسمة الأحزان ضيزى!!