السادسة والثلاثون بعد المائة ……….
الصمت أعلن صومه في ركنه المنزوي حيث يمثل نوعا من التحدي ضد كل الأسئلة التي لا إجـابة لها، يكـفى أن يكون هـو الجـواب في حد ذاته، فهو السياسي المحنك الذي تحـفظ بعد حـكمة السنين عـلى رأيه حتى يـرى بواطـن الناس وينصت جـيدا إلى ما تخـفي صـدورهم فأضحى عـلى الحـياد. فلا هـو صاحـب موقـف بالضد ولامـعـهم عـلى وفاـق في الـرأى. كل ما هنالك أنه مغـرم أن يرى ــبشـق الأنـفس ــ خفة النفـوس في صورة أقـرب إلى العـدم، فمن تحاقد ولعـنات وتنابذ إلى شح الروابط بين الناس ونخـر السوس في وسـاوس أنـفسهم وهم يتبادلون مساوئ أخلاقهم بينما يجلس المدعو بالسكوت ـذلك الصمت
ـ يرتدى طاقية إخفائه، فهو إذ يرى ما لا يسمع فقد سمع ما لا يرى فلا يتكلم في زمن الرداءة وحين يموت فهو مجهول النسب فيدفن في مقابر الصدقة.