هي لا تُباد / بقلم: ذة. سامية خليفة / لبنان


انظروا إليها
من مركبةِ الأمسِ
يا لسحرها
أراها من منظارِ قلبي
بلادًا لا تُباد
تجتاحني في طيّ أحلامي
فيضاناتٌ
تنسابُ كوثرَ
اكسروا الحاضرَ
فما أقبحَه!
كم تتصاعدُ منه الأدخنةَ
كم تلتصقُ على جنباتِه
الجثثُ المتفحّمة
الأطفالُ الذين وزّعنا عليهم بالأمسِ
قطعًا من أحلامٍ
الآن تذوبُ سكاكرُها منصهرةً
تحرقُ وجه الطفولة
ربما ماتت الإنسانية
بسكتة قلبية
حين نادوا على السلام
فصمت عن النّداء الآذان
الآن بركان الأحقاد يتفجر
النفاقُ حممُه الصّحفَ تتصدّرُ
الظلمُ أصفادُه تدمي
لن يعرف الألم من لم يذق حنظلَه
الآن قيسوا مساحات الغد
اطمروا فيها الجثث
والدموع والصراخ
اسقوها دماءً
أشبعوها ردمًا
حتمًا
منها ستطلعُ بلادٌ
لا تبادُ.

ذة. سامية خليفة / لبنان



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *