شاعرٌ يطرحُ أوراقَ خريفه
يطلقُ اليدَ
ليُعلمَ الرملَ أيّ جمرٍ يرتدي
وبصوتٍ رخيمٍ
ورغبةٍ تلامسُ الفراغ
حروفٌ تتلوّى
وأُخَرُ ساكنات
يدسّ طموحاتهِ في الرماد
يقيلُ ملامحَهُ
بخطواتهِ المسنّنة
ويثيرُ الانتباهَ لهشيمِ زجاجه
مَنْ يفتحُ قبوَ الرموزِ
ليعيرَهُ جمجمته!؟
أو يسأل المرايا عن سرِّ هشاشةِ الجذرِ
في ذاكرتها الذبابية!؟
قدْ يشفع التماعُ البياضِ المُكَحّلِ
في غفوةِ العينِ
ويشعّ كخيطٍ من البرق
يكسبُ الكلمات الكثافةَ
فتغدو شعائرَ صمتٍ
علىٰ كوكبٍ أسود
تجعلُ الحرفَ يتضمّن معناه
وتشابه المفرداتُ ظلالَها
كخريطةٍ من وجوهٍ
ووجوهٍ تشبهُ الخرائط
رغمَ الغبار وعتمة الليل
يراهُ العماة
ورغم الضجيجِ
يسمعُ الصُمّ صدى نجواه
ينفثُ كُلّ شجونِ الغيمِ من رئته
ويحملُ وحدهُ جرح أجوبته
علىٰ خطوطِ الظلّ
ومنعرجاتِ الموج
ينبتُ مسمار الوجعِ القاني
تحتَ طيّ قطعِ الليلِ الرخاميّة
كَمْ سماءً ستطوى!؟
ليخرجَ منها بحرٌ
في مدّهِ الغرق
وفي جزرهِ الاختناق.