أتذكر
وجهكَ الصاخبَ بالهذيان
وأنتَ
تعبرُ خندقَ حواسك
بأعجوبة ماطرة
نحو اللامنتهى،
أتذكرُ
لعنةَ الطين
تحرق جسدك السّري
وأنتَ
تحدِّق بريبة
في خجلك المركب
حزنُا
على تفاصيل متوحشة
ألمَّت بأوهامك اللامرئية.
لازلتَ هناك
حلمًا ناعما
ممّا تبقّى منَ الفراغ،
هديرَ لامعنى
يخترعُ لونَ الشعر،
أمسًا مؤقّتًا
وغدًا مصلوبًا
على جبين الخوف.
لازلتُ هنا
أنصتُ للعبث
وهو يصنع
من حزننا المرصوص
تفاهة
في ذهن الانفعال.
كلغة الموتى
في تابوت النشأة،
كصرخة خيال
توقدُ
في الدم
لون الارتباك،
كشكل آخر للحياة
يضيع
في السراب.
لي ولك
يا أنا
هذا الصمتُ الثقيل،
لك ولي
هذا القصيد
في أقاصي الحكمة
مخضّبا بفوضى المجاز.