عندما تغني العصافير
نغني معها في الصباح للكون كله
ونشتهي بالرفق ما يشتهي الحالمون
بسيطة أحلامنا بنكهة الطهر
كخبز أمي والماء البارد من نبع الصفاء
وعلى إيقاع دندنتنا تتهادى الورود طربا
في الليل نسكن كما تسكن الحياة
نعانق في جمال الدجى نعومة الحلم
وبدفء الشجون نلاطف الذكريات
نستعيد منها ما طاب من النبض ونبتسم
ونهدي لمن نرى في همسته لحن الوفاء
كل ما نذخر من حب في طويتنا
نروي للفؤاد سرا على وسادة الأمل
بالعبرات أحيانا وعبارات خيبتنا
ونشتكي لليل خلف الحياء تألمنا
ونضحك لما ترد الخيبة صدى سذاجتنا
من حين إلى حين…
تباغتنا قبلة طفلة مشاغبة
قطفناها من حدائق الود ببراءة طفولتنا
أو نظرة تودد مرت بنا مر الكرام
او رعشة لطيفة من بيت قصيد الطرب
او من إيحاء نثر أطرب مسامعنا
أيقظ القلب برفق من غفوته
كم من مرة انشرح الصدر لوهيج عطر
ظن الفؤاد أنه رسول المحبة المنتظر
فإذا به عابر سبيل لا حظ لنا فيه ولا أمل
ترك فينا وقع رنته حبورا ساحرا
وأشياء من جمال الظن لا تزال تسكننا
كالأطفال…
نحتفظ بها سرا في مكمن طيبتنا
ونسرج لها في الخفاء قناديل الحلم الجميل
أشياء كثيرة تملأ رحاب ذاكرتنا
بسيطة هي كبسمة أمي وفاخرة
بفضلها نعيش أجمل لحظات العمر ننتظر
بعيدا عن سوء الظن والتردد
زرعوا فينا بذور الشك والشوك فنبتت يافعة
وأزهرت بطيبة أنفسنا وردا زيننا
نهديه في مواسم الحب بكل تودد
لأننا وبكل طيبة
ما خلقنا للكراهية
ولا أنفسنا زاغت عن فطرتها
بأطيب الطيب نسامح والوفاء شيمتنا
إذا احببنا أحببنا بصدق دون تكلف
وإذا كرهونا انسحبنا في مواسم الهجرة.