أيّتها المخالبُ المسعورةُ
انهشي ما استطعْتِ من لحمي
فرغيفُ كفّي يكفي
لإشباعِ الفكوكِ الفاغرة
وكلّ العصافيرِ المبلّلةِ تتدفأ
تحتَ شمسي
وفي ظلالِ مداراتي
هكذا ينبو الخرابُ
يزيدُ الحرائقَ ناراً
دمدمة حرّى تنشبُ أظفارها
كإشاراتٍ مدجّجةٍ بالوعيد
كثورةِ جمرٍ تصفعُ ذاكرةَ الوسن
تتنكّبُ حرقتي
وتتواطأُ بصلفٍ لاقتلاعي
يشهقُ الحنينُ قصائدَ في جمرةِ أنفاسي
والضوءُ يغسلُ كفّيه قبلَ أنْ يلامسَ أهدابي
يا ليتني ناي من قصب
أصبّ حنيناً مجروحاً
إلى قمرٍ بلا لهبٍ حتىٰ لا تجفّ أورادي
مَنْ وشىٰ للسكاكين!؟
بهمسِ الفراشاتِ أمامَ عيونِ النوارس
كفاكم لها شحذاً
كفاكم شرراً ينثرُ جمراً
ككراتِ النارِ في الأثير
يركلها الهواءُ
ويقذفُ شواظها نحوَ نوافذ القمر
يمنعُ الأنفاسَ من أنْ ترمي
بملحِ الزبد علىٰ جرحي الراعف
تنثر نتف الثلجِ فوقَ راحتي
حينَ تتجعّد المشاعرُ
في راحةِ الريح
ويختمرُ الشجن
أتّشحُ بمعطفِ الدخان
أتحاشى رقصاتِ النارِ في العيون
دموعي خجولة
لكنّها تتعرّى أمامي
فإذا سقطتْ
تحرقُ الرملَ
تعجنهُ
وتخبزُ به بيوتاً من رمم
الماءُ مرايا لأشرعةِ الدجى
فقدْ أتهادى إلى تراتيل وجدي
وأنحني لهالةِ الشمس
ثمَّةَ ملامحُ تركتْ قسماتها
مستوفزة قبلَ أنْ تتزجّجَ
وترتدي أقنعةً شمعيّة
تعساً لمَنْ ينزلهم الحنقُ
إلىٰ قبورهم قبلَ الموت
لذا سأقِفُ علىٰ دكةِ حنجرتي
وأصرخُ بهم
لا تهدوني تواريخكم
الموشومةَ بالرقيم
وعلىٰ الدخانِ أنْ يجدَ لهُ
حضناً آخرَ غيرَ الرماد.