وأنتَ مستلقٍ معي تحتَ شجرةِ الأماني، ألم تسقطْ في حضنِكَ، أيها الهو المعانقُ لروحي، ثمرةَ حلمٍ مؤجّلٍ لطالما انتظرتَ نضوجَها فإذا بها تتمرّغُ بكَ لتعزفَ لكَ لحنَ السّعادةِ؟ أخاف أن تكونَ تلك الأماني التي انتظرتُها بلهفةٍ هذيانًا ينبعثُ من شجرةٍ عاقر!
أيّها الهو المعانقُ لروحي، كم انتشيتُ معكَ طربًا! وأنتَ تداعبُ أوتارَ الحروفِ فصهلتِ الأشواقُ وتوقّدتِ المشاعرُ، أخافُ أنا الخبيرةُ برصفِ الحروفِ، أنْ تتقطّعَ أوتاري حين تصفرُ العاصفةُ، أنْ ينحنيَ رأسي معانقًا قيثارةً تتدلى منها أوتارٌ متقطّعة!
أيّها الهو المعانقُ لروحي، لماذا تستفزّ بي غيرَتي؟! سقوطُ الأملِ ليسَ نهايةً لطموحاتي، أنتَ الهو الرابضُ بين جنباتِ الأحلام، تستثيرُ نوازعي، اعلمْ أنّهُ يومَ يذوي الحبُّ في مهجةِ ناسكةٍ،
أحلامُها ستتبخّر ونوازعُها ستخبو وآمالُها ستمسي نثارا من لآلئ لكن بلا بريق، حينها لا تستغربْ إنْ تدثّرتْ عيونُ فضاءِ الحبِّ بأجفانٍ من غيومٍ سودٍ.
لكن مهلا، النّاسكةُ في وجداني ستبقى إلهةَ حبّ، فلا تعجبْ إنْ رصدتُ ذبذباتٍ من فضاءِ جبينِ حبيبي المتلألئِ بالنّجومِ وحكْتُ منها أهزوجةً!
أنتَ أيّها الهو، لا أريدُكَ في مملكتي، مملكةٌ تستحي أن يتفشّى فيها الغزلُ الإباحيُّ مطبِقًا شفتيهِ حيث تحارُ النّحلةُ من أيّ شفةٍ تجني العسلَ، مملكةٌ ستنعزلُ عنِ العالمِ طوعا في منفى أبديٍّ فخذْ معَكَ هواجسَكَ اللّامجديةَ وارحلْ، الحبُّ سيبقى نقيًّا كما العسلُ المصفّى، لا أريدُ أيَّ رشفةِ خمرٍ معتّقٍ من يديْكَ.
أيّها الهو، ارحلْ، ها قد اكتملتِ الصّحوةُ من سكرةِ هذياناتِكَ الشّيطانيّة.