كذب علي القصيد
حينما أتاني
اليوم وجها غريبا
تسبره التجاعيد
ويغشاه الشحوب
مثقلا بلغة الرواية
ومثخنا بجروح الغواية
سألته: ما الذي أصابك
وجعلك منكسرا تتوسل!
أين شموخك…؟
أين مرحك…؟
أين شغبك الطفولي…؟
أين تمردك وثورتك؟
وأين حلمك البهي؟
أين نرجسيتك؟
ومالي أرى تنبؤك يغشاه الضباب
ويحجب عنه رؤية الصواب!
ياشعري المتناثر…
أنا لا أطلب منك
أن تشهرني بين البشر
فلست سيزيف
ولا المهدي المنتظر
ولا أن تجعلني مكبلا
بسلاسل النياشين
ولا مثقلا بزيف الصور
فلست ستالين
ولا هيتلر
المنتقم من غطرسة البشر
ولا إله الشر
سالب حلم السهر
يا شعري المتناثر
يكفي أن يتغنى بك حفيف الشجر
ويشدو بك إيقاع المطر
ويتغنى بك الجنون
في الفيافي
في لجج البحار
وجلمود الصخر
وتضيء بك النجوم
في سائر الحفر
وبك يحتفي ضوء القمر
فما أنا إلا ينبوع
شفاف للعطاء والخير
ياشعري المتناثر..
توهج في جبين الأطفال
في بحار عيونهم
في ليل أحلامهم
في سحر ابتسامتهم
في سر براءتهم
في معاناة كل الثوار
في ارتعاشة الأشرار
وخوفهم من الاندحار
يا شعري المتناثر
فما أنا إلا إله الحب والخير
وكاشف كل الخبايا والأسرار.