ريح خفيفة تشعل نار خطوتها، تحمل الوزر لهفةً، على المضيّ قدما في الحلم، ترتدي الغابة المتراميّة على وهاد الجبال التّي تنسج الحلم في تقاسيم اليوم وترفل بأجنحة التحدّي، فستانها الأبيض، لم تتعثّر في تلافيفه، بهدوء تطرّز سيرها، تمرّ في صمت دافق بين دروب وعرة ،تحمل فوانيسا، منابع الكون، وظهرها ينحي شموخا بحملها المتنفِّس من روحها، تعاند البرد بحركة مدهشة، تعاند القسوة بجمال ابتسامة تهدي للمكان أناقته، وتحنو على كبدها فلا وزن يؤلمها ولا ثلج يكبح جماحها، وتقدّم ذراعيها طوق نجاة، لمن تراه كطفلها، لخرفانها، فكلاهما زهرات تنبت في أرض عطائها، و تتظلّل بوارف سخائها، وحمايتها لهم من قسوة الأحوال، وتغيّر الطّبيعة وتقلّباتها من مقّدساتها،، وجهها يضيء بياض الثّلج فيهذي المكان بسحر هامتها، وبإعلانها لوجود صارخ، في سراديب الجمود، هي ولاّدة بلا منّ ولا شكوى، هي سلوى العطاء، شهدت لك الأرض بأنّك وجه خصوبتها، أيّ جمال هذا يشقّ بحمرة وجنة، عربدة العواصف، فنصعت صورة الألفة، بين أمّ ووليدها وخرفان دثرّهم قلبها أمانا، عارم الدّفء وجسما وهبته لهم مركب عبور، فأشرقت الحياة من صمودها، وأذابت نار قدمها طبقات الثّلج.