حَرَّكَتْ بِقِطْعَةِ خَشَبٍ الجَمْرَ،
بَيْنَ أثَافِي الصَّبَاحْ.
وصَاحَ الإِبْرِيقُ بِعِبْقِ القَهْوَةِ،
يُشَارِكُ طَائِرًا حَطَّ عَلَى سِيَاجِ
الحَقْلِ، تَغْرِيدَهُ.
وسَتَرْوِي بَعْدَ قَلِيلٍ،
زَهْرَةً يَتِيمَةً فِي أُصٍ،
وَسَطَ نَافِذَةِ المَطْبَخِ،
لِكَيْ لاَ تَمُوتْ.
هَكَذَا هِيَ الِبدَايَةُ،
تَاْسُرُنِي بِصَبَاحَاتِهَا الأُنْثَوِيَة
*******
يَدُهَا الآنَ تُحَرِكُ المَوَاعِينَ تَحْتَ المَاءِ،
تَغْسِلُ سَاعَاتَ الَليلِ،
وشَهْوَةً بَاقِيَةً تَلُفُّ جُلَّ أَصَابِعِها،
وأَنَا أَسْتَقْبِلُ رِيحًا خَفِيفَةً،
تَحْمِلُ عِطْرَ سَرِيرِهَا
وَتَفْضَحُ انْهِيارَاتِ الأَمْسِ
*******
العَسَلُ المُرَاقُ يَكَادُ يَعُقُّ شَكْلَ الشَّهْدِ،
قُلْ هَلْ سَيُعَذِبُنِي العِشْقُ ثَانِيةً؟
سَيّدَتِي.. أَتَوَسُلُكِ عِدْقًا خُرَافِيًا تَدَلَّى مِنَ الصَّدْرِ
اِشْتَاقَتْ شَفَتَايَ لِلَذَّةِ التَّارِيخِ،
وفُتُوحَاتِ الُلغَةِ وَأَوْطَانَهَا الشَّبَقِيَّةِ.
وَيَدُ الطِّينِ تُشَكِّلُنِي سُلْطَانِيّةً،
تَحْتَ أَنَامِلُكِ والغَسْلِ.
*******
لِلصَمْتِ قُوَّةُ المَسَارِبِ يَرْسُمُ
مَسَارَاتِ السَّوَائلِ أَصِلُ إلى حَوْضِكِ
أُغْنِيَّةً وَلَحْنًا نَقِيًا مَغْسُولاً ونَشِيدًا
صُوفِيًا عِنْدَ الشَّطْحِ.
*******
حِينَ تَأَجَّجَ اللِقَاءُ بِكَأسِ بُنٍ،
وحَدِيثُ أُلْفَةٍ يَرْسُمُ بِالثَّغْرِ لَذَّةَ سُكْرٍ،
حَلَّتْ شَعْرَهَا، وَحَرَّرَتْ الَليْلَ مِنْ عُقَالِهِ،
وَهَبَّ هَوَاءٌ، وَبَارَكَتْ خصْلَةٌ
مَلْأَى بِالقُرُنْفُلِ والقُبَلِ خَدِّي،
وأَخَذْتُ كُلَّ كَلِمَاتِي مِنْ جَوَارِيرِي
وَقَدْ خَبَّأْتُهَا بَيْنَ الأَقْلاَمِ وَالمَبَارِي..
لَعَلي أَفِي حَمْدًا بِشَهْدِ فِعْلِهَا الوَقِحِ.
*******
رَفَعَتْ ثَوْبَهَا قَلِيلاً، وَمَدَّتْ أَغْصانَهَا البِدَائِيّةِ
كَصَفْصَافَةٍ تَلْتَمُسُ الرَّغْبَةَ فِي العُصُورْ…
هَاكَ أَوْرَاقِي أَمَانَةً، فَالعِشقُ يَخْشَى الخَرِيفْ،
وغَسَلَتْنِي بنَظْرَةٍ.. وَسَافَرَتْ حُبْلَى بِكُلِّ الفُصُولْ.