ثورة تشرين* / بقلم: ذ. يونس علي الحمداني / العراق


قال غيفارا:
جئتُ كي أموت معكم
أموتُ مِن أجلي وليس مِن أجلِكم
الموتُ هنا مثل الموتِ هُناك ما دام المبدأُ واحد..
جئتُ كي أحيا معكم فالحياةُ هُنا مثل الحياةِ هُناك
ما دام النزيفُ واحد..
أنا أحيانا فتيلةٌ صغيرة والدماءُ حلالٌ مِن أجل فتيلةٍ
قد تشعلُ حرائق الحريةِ في شعبٍ وحتى في جزيرة
أنا قنديلٌ احملوهُ في عيونِكم والقنديلُ في الجبينِ سريرة
أقولُ هذي الكلمات بلا غايةٍ سوى أن تبقى
شعلة في النفوسِ مُستديمة..
ليتنا نجهلُ النهاية، وليت الثورة بداية في أرواحِنا تبقى عنيدة..
الثورةُ أن نقهرَ خوفنا، وقد قهرناه وألا نستكين لِحرابِ الغدرِ اللعينة
ولتنينِ جيران السوءِ ينفثُ ناره في العيونِ النبيلة..
*******
لا مُسمى فوق اسم العراق
هذا ما قالهُ الثوارُ ثم كتبوها بالدمِ على الارضِ لوحة قرمزية
وصوروها في فضاءِ الساحاتِ نشراتٍ ضوئية..
الدمُ قال كلمتهُ التي لم تعد عُذرية
ومشط الشبابُ ساحة التحريرِ بالقرنفلِ ونشروا أحلامهم قلائدا وردية
ثم قال الثوارُ:
أحبتي.. أيها الشهداء نلتمسُ العُذر من قلوبِكم
لأننا لم نستطع أن نكون معكم بين الالوانِ والزهرِ والجنانِ
ولا بين النجوم المعلقة في جباهكم الأبية
النجُومُ التي لا تخرُ ولا تسقط بل تصعدُ دوما وتكبرُ
حتى تضيء الكواكبُ والشمسُ والقمرُ الحزين لفراقكم
هكذا دماءُ العاشقين.. دماء وردية
وقال الشهداءُ:
مشتاقون لوطنٍ لكن الموت الذي يحَرمنا حياتنا المنفلتة
يقيدُ قلوبنا بنشوةِ الخلود ويجرنا إلى التوحدِ مع خيالاتٍ
كانت بعيدة واحلام اضحتْ سعيدة..
النضالُ مِن اجلِ وطنٍ جديدٍ انتصارٌ لوطنٍ تليد..
فقراءُ كنا، وها قد أصبحنا اغنياء بالشهادة
لنا علمٌ يخضبُ دمَنا برايتهِ المُرفرفة كُل يوم وسيبقى
يرفرفُ في عيونِ محبيه المستقبلين للرصاص بنثرِ الزهرِ
ورمي البسمات والأحلامِ على الافاقِ البعيدةِ والقريبة..
لأن بغداد قصتنا وحريتنا وعاشقتنا الأبدية
فهي سيان.. على الاطلاقِ شهية..
ولقد اجتمع الثوارُ العشاقُ فصعد الضياءُ والانوارُ وهمستْ
بسماتُ الحُبِ ونُثرُ الزهرُ في وجهِ الرصاص و………..
وراح الثوارُ يجمعون أقمار العشقِ والشهادة
مِن مفارقِ الطرقِ والساحاتِ ومجامع القلوب
كحباتِ مطرٍ شذريه

ذ. يونس علي الحمداني / العراق

*كتبت أيام الثورة العظيمة



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *