تائه بلا هوية ولا انتماء / بقلم: ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب


وأنت هناك…
غريب… بعيد.
تمشي بلا وجهة…
تائه بلا هوية ولا انتماء.
تتراقص لك الأنوار.
تتلألأ لك.
تلفت لك الأنظار.
وأنت في ظلمة مخيفة.
تخطو خطوات عثار.
لا قيمة لك هناك.
وإن طال بك الانتظار.
فأنت في عالم عجيب.
إغراءات وصور خادعة.
وأوراق لا قيمة لها… وأشياء.
ترتدي زي الآخرين.
ترتدي زي الغرباء.
اختلط ماضيك بحاضرك.
أما مستقبلك فقد غاب.
لا تنتظر أكثر أيها الغريب.
وإن حل المساء.
كثرت هناك الألقاب.
وضاع اسمك بين الأسماء.
عد بذاكرتك أيها الغريب.
إلى لحظاتك الأولى…
وكن صريحا مع ذاتك.
عد إلى لقياك…
ولقاء الأحباء.
عد إلى هويتك بكل فخر…
وعش حريتك.
انتش حلاوة القرب…
انتش منها قدر ما تشاء.
فالأيام لن تعود ولن تطول.
عش فصولك الأخيرة.
واترك الخريف.
عش الربيع… والصيف… والشتاء.
فدموع الوحشة تتقاطر على خدك.
وعلى خدود الأقرباء.
عد أيها الغريب.
عد ولا تتردد.
قبل أن يحل المشيب.
قبل أن يحل المغيب.
فلم يبق من وقتك إلا ذاك النصيب.
عد إلى هويتك.
وإلى ذاك الانتماء.

ذ. عبد الرحيم المعيتيق / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *