حقيبتها الفاخرة تحمل سحر الجلد وسحر الأسرار، في درجها الدّاخلي، تضع ذاك المنديل المخملي المحيط بساعة جيب فضّيّة وسلسالها الطّويل المزركش بحروف عربيّة جميلة، لا تبالي عقاربه بتعاقب اللّيل والنّهار، ولا بأشجار الخريف المتساقطة، ولا بفراشات
الحدائق، ولا سكون أللّيل في الغا بات، ولا غناء راعي الحقول، لا تنتشي لواد جار ولا لآخر نشفت آخر قطرات مياهه.
معدنها المنقوش كقطعة من كنز نادر كتب عليها اسم كانت كلّما نظرت اليه امتزج ثنائي جميل على وجهها فتلك الابتسامة الطّفيفة سرعان ماتمتص وبقوّة عجيبة حبّة ملح معلّقّة.
منذ عقدين لم تغيّر نوع عطرها ذاك الممزوج برحيق العود العربي
لم تغيّر تسريحة شعرها المنسدل كأمواج صيف على كتفها الأيمن.
سحرها ليس في جمالها البسيط وانّما في نظرتها الحادّة، وتلك العفويّة الذّكيّة، حصن قلعتها عتيق جدّا وعال جدا تخال نفسك انّك داخل الأسوار و ما بأنت داخل، تحيط بنفسها هالة من صمت.
ولم يعرف أحد سرّها وهي تعانق العقد السّادس من العمر
ولا أهزوجة السّاعة المقدّسة
التّي ترافقها بدقّاتها الخفيفة، وحده ذاك الطّبيب الذّي أجرى عمليّة استئصال قلب لرجل لم ينجب أطفالا -اثر حادث مرور مميت- وكتب في وصيّته الرّسالة التّاليّة لحياة بديلة: “هبوا قلبي لطفلة حتّى أشاركها الحياة بدمي،، ونبضي،”