كلّنا ولدنا ليلا
جميعنا سنمضي غرباء
وانا لا آبتسامة لي غير التي سلبت منّي
أطلق زغرودة وجع مكتومة
معلنة عام الحزن
انا التي أبتهل لربّ المستضعفين
حتّى يهاجر الذّبول إلى موطن آخر
غير عيني
ايّتها المآقي، سلي البحر
ينبئك بما يفعله الملح بالجرح
سلي الصّبر يدلّك على مناديل
وحدهنّ كفيلات بكفكفة الدّمع
سلي الله عكّازة من نوره
يرسل الشّمس علينا مدرارا…
انا التي ضربت مدينتي زلازل الوحشة
فصار لي في مدائن بعيدة
احبّة يبادلونني الرّسائل والغربة
وكلّما هزّني الشّوق
أرسمهم على سقف بيتي
وأقول مرحى بالأقمار
أنا التي تجرّأ الصّبر على التغزّل
بآهاتي المرتعشات
فشيّدن صرحا لآنتظار اللّيل
فقد جرت العادة
ان يراود السّمر البوح عن نفسه
فتولد قصيدة
جديرة بأن تعلّق على غصن نجمة
ظليلة…
أنا التي جاء في أقدارها
انّه كتب عليها البوح مرّات دأبا
وقدّر عليها وضع بذر النّبض في سنابله
إنّ نهاية السّنين العجاف لقريب
ولانّ الذّكريات لا تعيد لي المشهد مكتملا
نابضا كما قلبي الآن
أعلن أن لا اعتكاف في محراب الذّكريات بعدُ
وأعلن خشوعا مقدّسا في محاريب الأماني…