من بعيد..
ترسم طلتك الشهقة و تبتسم
وعلى ناصيتك نبراس قديسة
يضيء سبل مقاصدي اليك خفية
وأنت الصمت المبين
على تضاريس شفتيك تطاردني الحيرة
و ارتدادية البوح الجميل
مرسومة كانها قوس فارسة تنبري
و من سواد عينيك نبال
تجلى فيها حسن الجرح والشغف
انتظرك دائما في آخر القصيد
ولا أجدني
لأنك تخفي اليقين بجمال الشك وألوان الإيحاء
تربكني تراتيلك وتنحني حيرتي بين يديك
فهلا أفصحت حتى يرتدي الحلم الصبر الجميل
ويعزف القلم على قارعة الأمل لحن الظنون
لا ترسميني على خائنة بسمتك شامة
فأقرأ على ملامح الايقاع أسفار السراب
وتحول دون تجليه رهبنة الزمن و شطحات الأفول
وأشياء أخرى لا تعترف في جبلتها بحق الجنون
هي الغربة في مواسمنا شقاء.. أعرف هذا
لا تقبل الا فواصل الفصل و النهايات
عند تنفس الغروب تلتقي أرواحنا في الدجى
لتسرق من طويتنا قبلة السراب المدثرة
و بسر الخائنة تعانقنا الآمال الساربة
ويؤجج احتراق التمني رغبة اللقاء
تغتال فينا الشهقات مقاصد المريد
اعترف لك فيما بين الحروف الناشزة
و أهمس من حين الى حين للمسة الهاربة
أني على مشارف حبك أحط الرحال
واكتم شغفي بك تحت جمر الرجاء والتردد
ربما لا أصل اليك
وتتناثر في الطريق باقة الورود
ويأبى الحلم الرابض أن يراقص نبضاتي
لما اختلي بالحديث بعيدا عن مهجتي
يتردد الصهيل كالصدى بداخلي
فأغازل بنظرتي نظرتك الجامدة واحتسب
بعيدة انت
وانت المنال في النفس قريبة
تحول بيني و بينك بذور أعراف جاثمة
زرعتها على كاهل الزمن مجرد ظنون
افتحي لهيامي سبل الوصل في مقامات الحلم فقط
تكفيني لأتخذها منفذا
تتنفس منه أشواق عزيمتي من بعيد
وأعيش على ايقاع سذاجة عاشق
لا يؤمن في عالم الحب بالمستحيل
سأنتظر جفن الحظ النائم حتى يستيقظ
وأرسم على قارعته جمال الحلم وغبن المسافات
وعلى مشارفه أنقش رسالة عاشق
و همسات متيم بين دمعة وابتسامة
لا يهزمها الدهر ولا تستكين.
ذ. مختار سعيدي / الجزائر
