أجالسني
وأجالس نفسي
أتحدث عنك وعن الزورق الذي
مر دون أن نلتفت إليه..
كان محملا بقراطيس
وكنت النابض للوزن
والضابط للإيقاع…
كان خلفك ركبان
والركبان في غفلة
وفي عجلة من أمرها..
وكنت تراجع دروس التقوية
ترتدي قميصا من
قش وصوف…….
وكنت ترمي بأوزان القصيدة
والقصيدة رمية نرد
وحظ
على رقعة من ظلام
قالها درويش ومضى
وكانت بيننا ذكرى
تبني على أسوار مدينة
بلا أبواب
ظلها..
وجفن الليل يحضن
هواك
وبيننا عهد قاطع
عذب اللحن والأشجان.
إليك أحمل حقيبة
وخاتما من ماس
وذكريات تمشي ورائي
وأحمل سفري على
كتفي
وأتيه في سراديب
العمر
أمشط دروب القيظ
ودروع الحرب المقيت
وأزرع سنبلة هنا
وهناك..
تنبت بين الحجر بلا عشب
ولا ماء
يكشر عن أنيابه
ويصنع منها مقلاعا
أعزل
يرمي بشرر كالنار
ويهتك عرض القوانين الظالمة…
وكنت إذا انتبهت
أبادر
وأغتسل بماء المطر
أجدد وضوئي وأصلي
نوافل وفروضا
وأكفي للسماء ترسم
منحنيا مقوسا
تستجدي الأمان والسلام
وتمر أنت دون
مبالاة
تسطر أخاديد من يحموم
تتقطع الأوصال
وينسل حكايات من لعب
أطفال شردتهم حروب
وقنابل
ورصاص يخترق الأجساد
يفتت ما تبقى من إنسان
ويعير الإنسانية لجيل
جديد..
فهل يكفي استجداء الغيث
والمطر
في بلاد المطر والعشب..؟!!