عندما ينبلج فجر غيابك عن سماء وجودي ويغادر اليمام أعشاش السّلام، أنفض جناحي أوهامي وأراني أجوس بأقدام التّيه أديم اليباب.. يشتاقني في بعدك عطر أنفاس الحياة، أراود الغياب ويأبى، أدعوك لأحيا، تلتهمك المسافات، يطويك زمن يفرّ من قبضة السّراب ثمّ يتوارى خلف أردية السّحاب وتظلّ فيك عالقة آمال الرّجوع، يعبق أريجها بين حين ورحيل ينزف الحنين ولا بلسم يداوي جرحا أوغل في سويداء الأمل..
تجرّك يا أيّها الفؤاد المنكسر فيه التّوق شظايا، خطوات مثقلات بالهزائم أضحت أعيادا يحتفي بها قوم ضلّوا عن سواء الفرح، ألفت انحناءة الصّبر لعاديات الزّمن وأثقلها زيف ألوية تتشدّق بالنّصر على السّواد، حلما آتيا..
أيضلّ سعي من جاء من أقصى الرّجاء متدثّرا عيونك الولهى شربت شذا أرض فاح إباؤها واستعصت على ضيم العابثين؟!
هل يتبخّر أريج الشّغف حملته الضّلوع وهما على وهم وما أيست أن تقيم للهوى جدارا؟!
هل يشجيك صمت ران على القلوب الواجفة شيّعت آخر دموع الانكسار فتراقص على نغمات سكونه الشّريان؟!
هل تراك تهت منّي والوطن؟؟