إهداء
للعابرين على صدغ الورق المطوي
-كانت ذاكرتي،
بالأمس القريب
بيتا عتيقا؛
أبوابه من خشب الصّنوبر اللّيّن الشّذى،
ومفارشه من صوف ناعم النّسيج،
ومطبخه شراشف دونتال “الكروشي”
وسدّته محشوّة خوابي،،
و”نوافيل” من جلد طريّ لخروف عيد مضى!
بالأمس القريب
كانت ذاكرتي حصنا،
يمجّد انتصاراتي في حروب اليوميّ،
ويحمي ارتجاف الفكرة،
ويطعمّ الفراغ بجرعات حنان مهندسة عمري،،
ب_اليوم اصبحت فكرتي ذاكرة محشوّة
بشوارع يموء بها الحنين
ويتسكع بين أرصفتها شبح الضّجر
ويتسلّل من منافذها حزن مخمليّ، رطب،
يلتصق كقيقب بجدرانها..
ويعيد وشم الصّورة واضحة لمن نفذوا
كهواء ليتركوا قبضة الذّاكرة خاوية!!!