من الرماد الذي خرجت منه العنقاء… سافكر قبل أن افكر في عزل اللغة عن الإحساس باللغة لتكون الجملة خارج قيود المعنى… وسأنبش بعيدا في ذاكرة تمساح لتكون الذاكرة مجرد كيس فارغ من التاريخ…
وسأفكر من جديد… ومن جديد… لأبني مدينة بلا اسمنت وبلا زجاج وحديد فمدن التراب أروع من مدن الاسمنت… وسأفكر وسأعيد التفكير في الناس وفي كل ما يتعلق بالناس من أوهام وصداقات وأحلام قاتلة لمعنى الإنسان….
سأفكر من جديد… في قراءة كتب بلاحروف وبلا كذب… فلربما كان كتاب هتلر أول من هدم معنى الصدق…. كان كتاب كفاحي مجرد كتاب بين طياته فراغ الروح من الروح….. فقط به إشارة لمقابر جماعية قد استوطنت لغته القاتلة….
سأفكر… قبل أن اعيد التفكير في كتابة ورقة بيضاء بدون حروف…. لقد أتعبني القديم والجديد…. حتى حكم زرداشت منذ أن تسلط عليها نيتشه فقدت روعتها…. تبا…. تبا… للكتابة وأنا على سرير النوم… أو في مقهى… أو على مكتب….
سأفكر قبل أن أفكر في التخلص من كل ماكتب وما سأكتب… وربما سأحاول أن أعيد التاريخ للوراء… وأعتمد النقش على الحجر…. فالكتابة اليوم لعنة تلاحق صاحبها حتى بعد وفاته….. سأحاول أن أفكر قبل أن أفكر… في نسيان كل ما تعلمته….