أصنع أشعارا لا تفكر في سرقة رواتب.. / بقلم: ذ. المصطفى المحبوب / المغرب


أستطيع صنع سلالم لأعانق غيوم السماء
لايهمني نوع الخشب الذي سأستعمله،
لكني سأستعطف الليل كي يساعدني بأضوائه..
أستطيع أن أبتكر طريقة جديدة للتقبيل
تمكنني من القضاء على كل نزلات البرد..
أستطيع أن أصنع أنهارا بالقرب من نافذة بيتي
حتى لاتتألم مشاعري المحاطة بالجفاف..
أتعلم كيف أصنع عالمي دونما حاجة
لحيوانات أو قطط..
أو لصوص يتظاهرون بالحب على ناصية مقهى..
لا أجبر أحدا على مساعدتي لحمل أغراضي البسيطة
لا أتألم حينما أجد أشخاصا أو غرباء يستمتعون
بأغاني السيدة فيروز أو فنان هندي أو إفريقي..
لا أتظاهر بالسعادة أو الحرج حينما يكتشف زواري أن أواني مطبخي كانت منذ مدة جريحة
لكني متأكد جدا أني أصنع أشعارا لا تفكر في
سرقة رواتب أو تزييف بصمات قصيدة..
لن أبحث عن هواء هذه المرة،
سأترك نوافذي مفتوحة دائمآ لأستمع لحوارات جيراني يتخاصمون كلما انقطع الكهرباء..
يغنون ألحانا شعبية كلما اشترى أحدهم لحم بقر
أو علبة شاي أوقالب سكر..
يتبادلون كؤوس الشاي والحِكم كلما زارهم
غريب أو قريب..
أتذكر جيدا المفردات التي اختارها صديقي الشاعر
حينما عانق غيمة ذات يوم
حينما زين شِعره برذاذ الليل
حينما قدم مساعدة لنجوم هاربة من عيد ميلاد
أتذكر ذلك جيدا كأنها نفس اللحظة..

ذ. المصطفى المحبوب / المغرب



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *