أغنيتي.. / بقلم: ذ. عباس رحيمة / العراق


وجهك أعرفه عن بعد، عن قرب..
استدل عليك من بين كل هذا الزحام
ومن العتمة السوداء المظلمة.
من المرآة
أنظر لها دائما..
اتحسس سطحها بأطراف أصابعي
أراها خالية من الخدوش
لا يعكر صفاءها إلا تقاطيع وجهي المتعب.
وأنا أبحث عنك من بين ملايين الوجوه،
أعرفك من هذا الكم الهاطل من المطر!!!
أسمعك من أنين الأشجار،
من العاصفة عندما
ترجم وجهي حصاة الدرب
ترشقني ضاحكة
متسائلة عن ماذا أبحث؟
عن نفسي؟
أنا موجود في هذا العالم.
ما زلت أتألم،،
أشغل حيزا من فراغ.
ولي موطئ قدم…
أثرها في قلبي، وذاكرتي..
أخطو نحوك كي أجدك
لم اعثر عليك.
لكنني اتحسسك
أعلم أنك هنا رغم الشك…
من خلال الوجوه
من وجعي،، من هذا الكم الهائل
من المطر المتساقط من السماء
كذلك من جفاف النهر المتعطش لمعرفة
جريان الأنهار المتعددة المتشعبة
كشرايين القلب…
لكنها تصب في مجرى واحد
في هذا الكون الواسع المتشعب
في المحيط!!!
تسكب ماءها..
يصبح لونا واحدا
ذا طعم واحد…
لا أستطيع تمييز أحدهما عن الآخر
لكنني أعرف عن بعد ،عن قرب
انها تنسكب في مجرى واحد
كقطرة ماء في بحر
الوجود الواحد…
فقد عرفتك من الكمال
لا من نقصان العدد
كاصابع يدي…

ذ. عباس رحيمة / العراق



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *