حوار مع الأديب الجزائري مختار سعيدي / أجرته الكاتبة فتيحة سبع


نمتْ بذور الحرف في حقله الإبداعي نموها الرهيب.. تطورتْ، فأعطت طعمها المتنوع بنكهة مميزة يشتهيها كل من يتذوق أطباق الحرف..
عملاق قلمه.. يرى الأدب خلية تتجدد دائما عندما يُقدّم لها الغذاء الروحي الصادق، فراح و لعقود من الزمن يغذي الحرف بفكره الراقي و اطلاعه الواسع و صدقه الفياض ليسمو بروح الأدب عاليا إيمانا منه بأن الأدب خُلق للعطاء و العطاء فقط.. تنتهي كل الأشياء و لا تنتهي.. فظلّ يعطي للأدب حتى دون أن تجد كتاباته طريقها إلى النشر.
إنه الأديب الجزائري “مختار سعيدي”، أخذنا بعض الهنيهات من وقته و غُصنا في عالمه الجميل عبر هذا الحوار الممتع أدعو إليه قراء صحيفة الفكر لمتابعته.

س1: كاتب أراه شخصيا (وأنا أتابع كتاباته) بوزن ثقيل، وقد جاءت مقدمتي تُعرّف بك في حدود اطلاعي على مسيرة حرفك، لكن يبقى المتتبع بحاجة لأن تُعرّفه على نفسك أكثر بنفسك، فكيف تُعرّفه عليك..؟

مختار سعيدي: أما كاتب فحقيقة أنا كاتب كما يكتب جميع الناس و كل حسب مستواه و نظرته للحياة في المجالات المختلفة، و هذه الكتابة هي في متناول جميع الناس ربما نختلف في الزاوية التي ننظر منها الى الحدث أما أن أكون من الوزن الثقيل فهذه مسؤولية أنا دونها يا سيدتي لأن الكتابة أمانة و الكاتب يكاد أن يكون رسولا.. مختار سعيدي رجل يكتب على الهامش بعيدا عن الجعجعة.
و الضجيج لا يتسول بحروفه و لا يريد علوا في الأرض و لا فسادا، لا يزاحم أحدا حتى يتمتع بهدوء حريته و جمال صحبة الخيرين و الخيرات مثلك، غايته متعتهم و مكانة طيبة في نفوسهم لا غير.

س2: متى شعرت ببذرة الحرف تتكون و تصنع عالمك المميز و كيف كنت تتابع نموها داخل حقلك الإبداعي..؟

مختار سعيدي: بدأت في أواخر السبعينيات بالشعر النبطي أو ما يسمى عندنا بالشعر الملحون لما كان لهذا الفن رواجا كبيرا و كانت للكلمة في الوسط الشعبي قيمتها و وزنها، و كانوا يقولون لنا أن الحديث بلا معنى مسوس، كانت البداية شعرا ملحونا عذبا سائغا يسقي روحا وطنية تغنت بالميثاق الوطني و الثورة الزراعية و السد الأخضر و أمجاد ثورتنا التحريرية، و شيئا من الغزل على وزن الغناء الصحراوي، ثم تحولت إلى كتابة القصة القصيرة و الخاطرة في التسعينيات، بداية مع الأستاذ نيار محمد رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبوعية آنذاك، بعد اختفاء هذه الجريدة اعتزلت الكتابة و الفضل في رجوعي اليها كان للأديبة فتيحة سبع التي كتبت نداء تسأل فيه عني و عن اختفاء كتاباتي من الصفحات الأدبية، فعدت و أخذت بيدي إلى الكتابة بكل جرأة و صنع تألقي أستاذي الفاضل سعيدي مختار في صفحة حدائق الإبداع عندما كان رئيس تحرير جريدة الشعب، هذا الأستاذ الفاضل الذي لم ألتق به حتى اليوم، لا أعرف إلاّ إسمه الذي يشبه إسمي و هو الجبل و أنا السفح، بعدها نشرت لي جريدة المساء في صفحتها الأدبية التي كان يعدّها الأستاذ الطاهر يحياوي و كذلك جريدة الخبر في صفحتها الأدبية التي كان يشرف عليها الأستاذ الطاهر لخلف و كذا جريدة الفجر في صفحتها الأدبية “اليراع” التي كان يعدّها الأستاذ عبد الله كريبع،
و جريدة الحياة الأسبوعية و جريدة الصح آفة و جريدة القلاع من مدينة تبسة، وجريدة النور و جرائد أخرى بعضها اختفى و بعضها لا يزال.. وأخيرا جريدة صوت الأحرار التي نشهد لها بأنها لم تُقص أحدا في صفحتها “أصوات أدبية” لما كان يشرف على إعدادها الأستاذ ابن الزيبان و لما تركها اقتصرت بالنشر لعيّنة من الأدباء واستغنت عن الكثيرين، فتحولتُ إلى التجربة في كتابة الرواية بتشجيع من بعض الأساتذة أذكر من بينهم الأستاذ بومدين الجيلالي و الأستاذ الشاعر بختي لخضر.. كما لا أنسى المنتديات التي هذّب فيها الكثير من الأدباء والأديبات و الأساتذة كتاباتي بقراءاتهم و تعليقاتهم.

س3: هناك من يَعتبر الكتابة إحساسا ذاتيا لا يجب أن يتقيّد بالقارئ و هناك من يعتبرها رسالة بالغة الأهمية في الحياة يتوجب عليه الإهتمام بالقارئ بالدرجة الأولى، فماذا تمثل الكتابة بالنسبة إليك..؟

مختار سعيدي: الكتابة الناجحة هي المرآة التي يجب أن يرى فيها المجتمع نفسه و المحيط الذي يعيش فيه بوضوح، يرى كيف ينظر إليه الآخر الرايح و الغادي، و بقدر ما تسمو ذات الكاتب في نظرتها إلى التغيير المحمود بقدر ما يلتف حوله المجتمع، هنا أنا أتكلم عن الذات الوطنية بكل مقوماتها الأساسية، بعيدا عن التزييف و التخريف و الانسلاخ و الانبطاح و التبعية و مسخ الهوية و التفريغ من التاريخ حتى لا نكون مجتمعا لقيطا لا أصل له و لا نسب.. هذه هي الكتابة التي أتمنى أن يلمسها الناس في حروفي لأكون أنا المجتمع و المجتمع هو أنا.

س4: عرفك المُتتبع لنصوصك الأدبية من خلال ما نُشر لك سابقا في الصحف الجزائرية أنك تكتب القصة و الخاطرة ثم انتقلت إلى كتابة الرواية، فأي الأجناس الأدبية أكثر أهمية بالنسبة إليك..؟

مختار سعيدي: الكاتب مهما كان فهو صاحب رسالة، و بقدر تنوع كتاباته بقدر ما تتعدد وسائل تبليغها، المهم أن يوصل كلمته إلى الأذن التي لا تبلع بدون هضم، أحيانا ومضة تحول اتجاه أمة بأكملها، ولكل صنف أدبي لغته و أسلوبه ومتابعوه، يكفي أن يحدد الكاتب غايته و هدفه، و أنا أعتقد أن الخاطرة كفن أدبي استطاع أن يتميز و يفرض نفسه كوسيلة جميلة لتواصل المجتمع على كل المستويات، طبعا بالنظر إلى نسبة مقروئيته العالية و تداوله بين أفراد المجتمع دون تميييز أو إقصاء، نعمة لم تنتبه إليها بعد الأقلام الغليظة لتضع حولها سياجا لا يأمن من يحاول أن يدخلها بسلام و تُحولها إلى فضاءات محرمة أو بضاعة محظورة.

س5: هناك من يَعتبر الخاطرة ليست بجنس أدبي و يفضل تسميتها بـ: “نص مفتوح” بدل الخاطرة.. ما رأيك في هذا..؟

مختار سعيدي: هؤلاء هم من سمى النثر شعرا، أعتقد أن الفن مهما كان ليس مجرد إسم و إنما قيمته بدوره في إثراء الثقافة و تنمية الذات البشرية و قدرته كوسيلة تواصل بين أفراد المجتمع، هي ذي غاية الفنون عموما.

س6: كتاباتك مزيج من المدارس و المناهج الأدبية، فبمن تأثّرت من الشخصيات الفكرية و الأدبية، و ما نوع الكتابات التي تثيرك؟

مختار سعيدي: أنا عربي و أفتخر و هذا التنوع ليس وليد تأثير مدرسة معينة أو منهج معين، هذا التنوع هو أصل في اللغة العربية التي استطاعت أن تنقل كل ثقافات الشرق بأمانة و نزاهة كما هي، لأنها لغة عظيمة ثرية قوية راشدة، لم تكن في تلك المرحلة من التاريخ بحاجة إلى وسيلة لغوية لنقل العلوم المختلفة، اللغة العربية دجنها البعض سواء بقصد أو بغير قصد، لا تحتاج إلّا لنفض الغبار عليها لتقف عملاقة ترفع بها الأمة التحديات المنتظرة.. قرأت من الأدب الغربي ما تيسر و خاصة الرومنسي و الكلاسيكي، فكان وسيلة لترميم ما يتصّدع من بناء نصوصي، و لم أتأثر إلا بما كتب العرب، أقول العرب بعيدا عن العرقية والاتجاهات الفكرية، أتزين من العربي بما هو غربي و أسقط ما علق به أو تعلق هو به، لأنني أخذته من نبعه، و لهذا لا ران على عقلي.

س7: علمنا بمصطلحات تُطلق على بعض الكتابات الأدبية منها مصطلح “الأدب المستعجل” أو “أدب الأزمة” وُصفت به كل الكتابات التي تزامنت مع عشرية الجزائر في فترة التسعينات و قد كنت واحدا من الكُتاب الذين واصلوا عطاءهم للكتابة في تلك الفترة، لماذا في رأيك التصقت هذه التسمية بهذه الفترة دون غيرها مع أن أزمات الشعوب و الأنظمة لا تنتهي أبدا..؟

مختار سعيدي: الأدب لا يقاس بتسمية معينة و إنما يقاس بقيمته الفنية و نبل رسالته و غايته و إسهامه في إثراء الفكر وتوعية المجتمع النابع من عمق الحدث الذي صنعه، و يأتي لتشخيص الدوافع و معالجة ظاهرة أو وضع ابتلي به مجتمع ما، أنا لا أتحدث عن كتابات التصفيات و الحسابات الشخصية الضيقة، والتي سموها أدب استعجالي لتغطية تهريج معين و عجز في نقل الصور المأساوية التي عاشها الشعب الجزائري أثناء العشرية السوداء، الكثير منهم كتب لنفسه وصور نفسه شعب الجزائر.. قيمة النص في ذاته ما دام هو كائن حي يتحدى، يفرضه الواقع الذي صنعه و سجله في ذاكرة الأمة، الأدب ليس خبزا يحتاج أن يخمر لنأكله و ينتهي في المصارف، الأدب ناموس وضعي خالد.

س8: نشرت بالجزائر و لمدة طويلة في مختلف الجرائد ثم مع الثورة التكنولوجية قفزت نصوصك إلى النشر الإلكتروني، فكيف كان يتلقى نصوصك القارئ الجزائري و كيف رأيت تلقّي القارئ العربي لها بعد أن اكتسحت عديد المنتديات العربية و التي فاق عددها 100 منتدى نُشرت به..؟

مختار سعيدي: مزمار الحي لا يطرب في الجزائر إلاّ إذا تعطر بكريستيان ديور.. أنا اكتب من وعاء عربي لأنني أعيش الجزائر في دمي الذي أنزفه عندما أكتب، أكيد أجد تجاوبا مع إخواني العرب، أما القارئ الجزائري نفره في القراءة الذين يبتذلون كل ما هو عربي.

س9: ما شعـورك و أنت ترى المنتديات العربية تفتح أحضانها بلهفة لنصوصك وكانت بعضها تختار أجملها من الخواطر وتُلبسها حلّة رائعة تقدمها للجمهور المتتبع للحرف على شكل يوتيوب، بينما تغيب رائحة التشجيع في بلدك..؟

مختار سعيدي: الذي كان يهمني في الأول هو التواصل مع المحيط العربي و التعرف على التيارات التي تدفع بلغتنا نحو الاتجاهات المختلفة، حتى أعرف أين أنا منها، لم أكن أتوقع أن المؤامرة على اللغة العربية تحاك من طرف أبنائها أكثر من أعدائها لتدجينها و محاولة وضعها في المتحف بما تحمله من ثقافة و حضارة.. وأنه يوجد في الساحة من يدافع عن هذه اللغة بكشف وسائل و إمكانيات رواد الإقصاء، فعرّفني أشقائي العرب على قيمة ما أكتب رغم تواضعها، فسعدت كثيرا بانتمائي الي هذه اللغة، و بهويتي و أصالتي و تأكدت أنني لم أتعرض للمسخ و السلخ، و لا زالت عروبتي طاهرة و عفيفة ولم يخترق انتمائي أي تيار تغريبي، فرفعت رأسي عاليا وقلت الحمد لله أنا جزائري أنا عربي و من قال حاد عن أصله فقد كذب.

س10: مسيرة طويلة مع الكتابة.. أكيد شكّلتَ عبرها منتوجا إبداعيا هاما متنوعا بين القصة و الخاطرة و الرواية لا يزال حبيس الأدراج، فكم في رصيدك الإبداعي من مخطوط؟ و بماذا تُفسر هذا الصمت عن الطبع..؟

مختار سعيدي: لم أطمح إلى الطبع لأنني ما وجدت استعدادا للقراءة عند المعلمين و الأساتذة و الطلبة في أغلب نقاشاتي معهم، كان هم الجميع الأسواق، وطبع الكتاب الأدبي في بلدي بالنسبة لدور النشر مغامرة خطيرة حتى الآن، الكتاب ممقوت مهمته محدودة في تحضير بحث ثم يرمى حيث أخذ، و كان يحزنني كثيرا لما أشاهد كاتبا يحمل كتبه في قفة و يتجول بها من مكان الى مكان يعرضها على من يشتريها لا ليقرأها و لكن مجاملة لفلان و فلتان، انا أكتب منذ أكثر من عشرين سنة، فتصوري صديقتي كيف يكون هذا الكم الذي كلما أنهيته أعدت كتابته من جديد.. الآن تحت قلمي ثلاث مجموعات قصص قصيرة و أربع روايات و مئات الخواطر ونصوص في القصة القصيرة جدا و القصة الومضة ولا زلت أكتب.

س11: يُثار في الوسط الأدبي عندنا مسألة كاتب كبير و كاتب صغير.. في رأيك، ماهي المعايير التي يُقاس عليها “الكِبر و الصِغر” في الكتابة..؟

مختار سعيدي: من صنّف هو الذي قال هذا الكلام، و لكن أين رأي الذي قرأ..؟ هناك مجموعة تكتب لبعضها و تقرأ لبعضها، احتكرت الساحة التي أفرغوها من النقد البنّاء حتى لا تظهر حقيقتهم، و حتى المدارس النقدية هي مدارس مهيمنة لا تقبل بوجود غيرها، كتب أحدهم عن كتابات بعض الأدباء العرب فقال.. هذا أدب يجب أن يموت ..أليس هذا إرهاب أدبي ؟ للنقد في بلدنا خط أحمر و خطير إلّا ما هو عربي أو إسلامي، لأنهم يرونه إما رجعي متخلف أو إرهابي متطرف.

س12: أين ترى موقع الإبداع الأدبي الجزائري من خريطة الإبداع الأدبي العربي و العالمي..؟

مختار سعيدي: أغلبية الإبداع الجزائري مرجعيته غربية سواء باللغة العربية أو باللغة الفرنسية، منبثق من مدارس غربية، يكتب بعين و وعي و فكر فرنسي، الأدب الجزائري الحق كُتب قبل وأثناء الثورة، رُواده معروفون، و لهذا لا نجد امتدادا لكتابات مولود فرعون، و مولود معمري و محمد ديب و غيرهم في كتابات ما بعد الاستقلال، وهذا لتحول قاطرة الهوية الثقافية عن خطها تدريجيا منذ الإستقلال إلى يومنا هذا، و غايتهم مكشوفة.

س13: خيار أنت “معي أو ضدي” سياسيا أحدث الكوارث في المجتمعات العربية.. آلا ترى أن هذا الخيار اكتسح المجال الثقافي و الأدبي تحديدا مما أثار بعض الحساسيات أثّرت سلبا على القيمة الأدبية و هدفها..؟

مختار سعيدي: وفي الثقافة كذلك تجمعهم أحادية الفكر، لا خلاف مبدئي بين أدباء الجزائر لأنهم ينتمون إلى مدارس ملّتها واحدة، باستثناء بعض الصراعات المفتعلة و الادعاءات المُغرضة للتشويش، كلهم يعزفون على وتر واحد، و هم يد واحدة على من سواهم من المخالفين المنتمين إلى تيارات أخرى.

س14: ما قولك عندما تسمع هذا الوصف من أحد النُقاد: “الكاتب مختار سعيدي، مسماري الكلمات.. سلس الأسلوب”..؟ و كيف ترى مهمة النقد في الجزائر.. هل حقّقت الغاية المرجوة منها..؟

مختار سعيدي: أكتب بالجرح و التعديل، أستأصل الدخيل وأُبلسم الجرح في الأصيل، و لهذا أرى أن الناقد كان موضوعيا معي لما كان في بلدنا شيئ من المصداقية في النقد، أما اليوم لن تكون لنا حركة نقدية أبدا ما دام الفضاء غير مفتوح للآخر، يجب أن يكون هناك فعل و ردة فعل، مدرسة وطنية تؤسس لأفكار متحررة من أي تأثير خارجي قبل أن تتحرر من الأفكار الدونية التي علقت بها، حتى لا يكون الخلاف غاية بل يكون وسيلة لازدهار الفكر و الأدب، وهي ذي مشكلة الأدباء و المفكرين الجزائريين، عجزوا عن الإبداع في الفكر فتبنّوا أفكارا غربية و كتبوا أشياءا أضافتهم إلى الوعاء الثقافي الغربي فأصبحنا نُقلّد الغرب في كل حركاته و سكناته على حساب وجود و مستقبل أمة بأكملها.

س15: في مقالك “هموم كتابة و هوان لغتنا” المنشور في مجموعة أدبيات الجسور، صرخة رافضة للعبث بلغتنا العربية في تمرير الرسالة الأدبية، فكيف يحمي الكاتب رسالته في ظل تواصله الدائم مع الأدب بكل لغات العالم..؟

مختار سعيدي: فقط كن أنت لتحمي نفسك من أن تكون الآخر، لا تكن فارغا حتى لا يفرغ فيك الآخر ما يريد، كن جزائريا جسدا و روحا و الحكمة ضالتك، خذها بيدك وتصرف بها كما تريد، واصنع منها ما تريد، لاتنحن ليحملوها على ظهرك الى حيث يريدون.

س16: الكاتب يرى أنه لا يعرف معنى الحرية إلا في الكتابة، إلى أي مدى تشعر بهذه الحرية و أنت تمارس العزف على الكلمات..؟

مختار سعيدي: هو ذا شعاري.. حريتنا في الحلم بركان، لايعرف أحد متى يثور، هكذا نمارس الكتابة.

س17: ما نعرفه عنك أنك لا تشارك في الملتقيات الأدبية، فكيف ترى هذه الملتقيات التي تقام داخل الوطن و خارجه و ما سبب عزوفك عن المشاركة فيها؟

مختار سعيدي: الأعمال تقاس بالنتيجة فما أضافت أكثر هذه الملتقيات للأدب في الجزائر الّا الشحناء و التنافر بما فيها من إقصاء و محسوبية و محاباة، و حتى الجوائز لا تُثمّن و تُعبر عن عظمة الحدث الأدبي، يتّخذها البعض للدعاية والإشهار و تلميع بعض الأسماء على حساب أسماء أخرى و البعض لتمرير رسائل لا علاقة لها بالأدب و البعض يراها مسرحا للاستعراضات، وحتى إن لم تُوجّه الي أي دعوة من أي ملتقى لأنني أعرف أي منظم في كل التراب الوطني على العكس تمنى الكثير من الإخوة العرب حضوري في بعض التظاهرات الأدبية و لكن ظروفي لم تسمح لي بذلك، المهم أن الحدث الأدبي في البلاد العربية الأخرى له طعم خاص.

س 18: لك في الأخير أديبنا القدير مختار سعيدي أن تُسمعنا ما تجده يحتج بأعماقك و لم نتطرق إليه في هذا الحوار الممتع معك.. و بالتوفيق إن شاء الله.

مختار سعيدي: من كان يعبد فرنسا فإن فرنسا رحلت و من كان جزائريا، فالجزائر خالدة الى يوم القيامة و لن تموت.
شكرا فتيحة الغالية على هذه النافذة التي فتحها يراعك على حرفي و أدخل نور قمر طاب فيه السمر في حضن أسئلتك.

ذ. مختار سعيدي / الجزائر



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *